الأربعاء، 23 مارس 2011

الحلم الأخير: حقيقي 100%

النهاردة كنت بحاول افتكر تفاصيل عدت لحكايات فاتت..ومقدرتش..اكتشفت أن الحاجات اللي كنت فكراها مش ممكن تتنسى ممكن بلمسة واحدة من إيد  تمر عليها تمحيها كلها بشكل بسيط..و حلو..
النهاردة كنت بحاول افتكر تاريخ ما ..وأغنية ما..و حاجات حزينة و حاجات مفرحة..واكتشفت أن الذكريات مش بتتراكم زيّ ما كنت فاكرة..الذكريات مادة تذوب فيما يليها..وخصوصاً لو درجة حرارته كانت أعلى..
النهاردة ممكن أقول أن الحكايات اللي مرت ..مرت فعلاً لواحدة غيري..وأن الحكايات اللي جايه..مش أكيد هتبقى ليا..بس أنا هقدر استمتع بيها بشكل أو بأخر...
لو الحكاية المرة دي مكانتش حتى حقيقية..فأنا مكتفيه بده .و مبسوطة..وراضية..و مقتنعة..
الحكاية المرة دي مقلقة..وعويصة..و أسطورية..و بسيطة..و حزينة..و سعيدة..والأهم من ده كله..هى حكاية أخيرة..

الجمعة، 11 مارس 2011

الحلم التالت:جزء من حلم فات

في ساقية الصاوي كانت حفلة أم كلثوم على وشك إنها تبتدي..كنت واقفه قدام السلالم اللي بتطلع على القاعه بتفرج على بوسترات الحفلات..لما جه كان جايب كوبايتين بلاستيك فيهم نسكافيه..أخدت واحدة منهم ..رفع راسه ليا وقال: بتيجي كل حفلة؟ قلتله أنا اول مرة آجي الحفلة دي مع إني كان نفسي أحضر من زمان..
-وايه اللي كان مانعك؟
-معرفش ..فعلاً معرفش ممكن مكانش لسه قدري إني آجي..
-إنتي بتصدقي الكلام ده؟
بصيتله في عينيه وقلت أيوه..بصدقه..
مش عارفه ارتبك ليه ..دور وشه الناحية التانية و شرب النسكافيه بتاعه وهو ساكت..
لما الحفلة بدأت كنا قاعدين على كرسيين جنب بعض فعلاً..بس كل واحد في عالم تاني...مش عارفه هو كان بيفكر في إيه؟ المزيكا في أول الأغنية خليتني انسى وجوده هو شخصياً..بس لما كنت ببصله بطرف عيني..كنت بشوفه باصص لقدام..معرفش ليه حسيت أن عينيه مدمعين..ممكن أكون بتخيل..كنت بصقف في وقفات المزيكا زى ما تكون حفلة حقيقية للست..اتخيلت انها حقيقية فعلاً..واني بالأبيض و الأسود..لابسه فستان منفوش..و رافعه شعري لفوق..وبسمع ..بس..
أغداً ألقاك يا خوف فؤادي من غــدٍ
يالشوقي وإحتراقي في إنتظار الموعد

الكلمات رجعتله وجوده فجأة جنبي..بصيتله ..كان باصصلي جداً ..ديرت وشي ورجعت بصيتله تاني..كان لسه باصصلي..
همستله أنت غيرت استراتيجيتك فإنك متبصش للبنات طول ما أنت خاطب؟
بنفس الصوت الهامس قال:بحاول اطبق كلامك ..إيه المانع إني أبص لأى واحدة مادام واثق من نفسي..
-فكرت في ده في العشر الدقايق اللي عدت..
ممكن تسمعي بس..
وأهلت فرحة القرب به حين استجابـا 
 هكذا أحتمل العـمر نعيـماً وعذابـا 
 مهجة حرة وقلبـاً مسه الشوق فذابـا
 
مش عارفة إيه اللي بيحصلي..دي مش أول مرة أسمع أم كلثوم..ومش أول مرة أسمع أغداً ألقاك..بس إحساس بالاختناق  هجم عليا فجأة..مكنتش عارفه أتنفس..كنت بترعش..كل ذرة فيا بتترعش..فستاني المنفوش بيترعش..رفعت إيدي قدام عينيا..كانت من غير لون..معرفتش هى شاحبة ولا لأ..بس الأكيد إنها كانت بتترعش..
أنت يا جنـة حبي واشتياقي وجـنوني
 أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني
 أغداً تشرق أضواؤك في لـيل عيوني
كانت دموعي بدأت تنزل..دموع من غير لون وسط كل الفراغ اللي حواليا..خفت صوتها يزعج الست..رفعت إيدي عشان أمسحها..كان هو سبقني المرة دي كمان..مسحلي دموعي..وقالي لازم تتعلمي تسرعي حركة إيدك أكتر من كده..
بصتله..كانت الدنيا رجعت تتلون تاني..شعره..عينيه..دقنه..لون القميص..إيديه..لونها أسمر بشكل خلاني أعيد اكتشاف الأسمر من جديد..
أنا لولا أنت لم أحفل بمن راح وجاء 
أنـا أحيـا لغـد آن بأحـلام اللقـاء 
 فأت أولا تأتي أو فإفعل بقلبي ما تشاء

أرجوك..إفعل بقلبي ما تشاء..

الثلاثاء، 8 مارس 2011

الحلم التاني:قابل للتفسير أحياناً


لما صحيت من النوم الصبح حسيت أن صدري فارغ تماماً..مش بمعنى مجازي..لأ بشكل حقيقي..فراغ رهيب تحت القفص الصدري..سامعه صوت الفراغ بيتردد جواه..مسمعتش دقات قلبي ولا صوت تنفسي في الرئتين..فضلت أفكر وأنا في السرير ممكن تكون رئتي و قلبي راحوا فين؟ فكرت في كل الأماكن اللي ممكن أكون رحتها الأيام اللي فاتت واختفى فيها قلبي و رئتيني..قررت أنزل من البيت و أدور في كل الأماكن اللي كنت فيها بنفسي..رحت الكافيه المعتاد..على نفس الترابيزة اللي في الركن جنب الشباك..قعدت عليها وأنا بيتقالي بحبك ووأنا بيتقالي مش هينفع أكمل معاكي..ابتسمت..بما إني معنديش رئة دلوقت مفيش مانع أولع سيجارة التدخين مش هيبقى خطر جداً على الصحة...ولعت سيجارة..اتنين..19 سيجارة..فكرت أخلي واحدة باقيه في العلبة كنوع من تعذيب الذات..وأنا ماشية مديت إيدي بكل بساطة تحت الترابيزة وخدت الرئة الشمال اللي كانت مرمية..عليها بقايا أكل و شوية قاذورات بس مش مهم..شوية مايه وهتبقى زىّ الفل..
في محطة القطر ..دي المرحلة الأصعب ..ياترى في أى قطر من دول ممكن أكون نسيت الرئة اليمين .دورت كتير أوي ..كل قطر كان بيقف كنت بطلع و افضل أدور تحت الكراسي و في الممرات..كنت بدأت أحبط و أسيب المكان لولا الكمسري اللي شافني بدور..قرب ناحيتي و قالي انتي بتدوري على حاجة..قلتله أيوه رئتي اليمين وقعت هنا..ابتسم و خدني من إيدي للمفقودات..وسابني وسط رئات كتير جداً مكنتش عارفه أى واحدة فيهم بتاعتي ..فضلت ماسكة الشمال في إيدي و بقارنها باليمين لحد ما لقتها..كانت حالتها أحسن علشان مفضلتش كتير مرمية على الأرض..رئة سودا من كتر التدخين كانت تحتها حمتها..وأنا خارجة من المحطة كنت بفكر في فكرة واحدة ياترى قلبي بقى ممكن ألاقيه فين..
الموضوع ده بالنسبة لي معقد جداً..أنا ممكن أكون سبته في أماكن كتير أوي بداية من وسط البلد مروراً بالزمالك ..جميع فروع سيلانترو..كوستا الجامعة الامريكية..ديوان..شارع البحر في طنطا..شارع حسن حسيب في طنطا..بيتنا..كافيه أوكسجين..كشك أم سماح..القهوة الاحمدية..التكعيبة..قهوة عم صالح..جسر السويس..اسكندرية..المطار..هارديز التحرير..الأوبرا..قطر تمانية وربع ..شارع العيادة الشاملة..السيد البدوي..السلطان حسن..كنيسة سانت تريز..بيت السحيمي..الخليفة المأمون..بن شاهين..أون ذا رن مصر الجديدة..
الأماكن دي هجيب منين وقت و فلوس عشان الفها تاني.. تاني يوم لما صحيت رئتي كانت بتشتكي من عدم وجود قلبي جنبها..مش عارفه تتنفس برضه..قلتلها إنها بالتدريج هتتعود على ده..حتى ضربات القلب كانت مزعجة أحياناً وخصوصاً لما أنام و تفضل تضرب في راسي كده بشكل مستفز..وبالرغم أن التدخين دلوقت بقى خطر جداً على الصحة بس أنا طلعت البلكونة مستمتعه باحساس تفردي ومستغربة في نفس الوقت من استمرار الإحساس بالألم في نفس المكان اللي كان فيه قلبي....ولعت أخر سيجارة في العلبة و بصيت على أرض الشارع البعيدة أوي ..وابتسمت