السبت، 30 يوليو 2011

الأغنية الرابعة:شو بدي قول

غير متزنة..أسير في الردهة..أتخبط..أستند إلي الجدار دقيقة ثم أكمل السير..يبدو الطريق طويل طويييل..أصل أخيرا..أتناول علبة اللبن وأشرب..لا أتوقف قبل أن تفرغ تماما..أعود إلي الفراش..أجلس دقيقة..ساعة..ساعتين..ثلاث..أنتبه..
أفرد الكتب علي الفراش وأرقد فوقها..أحلم بأني أنام فوق شاهد قبر..أقابل نفسي في القبر مرتدية السواد..أفيق لأعرف أنني قد قابلت نذيري..أعيد وضع الكتب علي الرف..وأبدأ في كتابة وصيتي..الكتب..أرشيفي..أخجل من بعض تفاصيله الساذجة المهمة..أفرغ علب الأوراق و النوتات وأمزقها تماما..أهدأ..
أشعر بالرغبة في شرب البيبسي الذي أكرهه..أشرب علبة..علبتين..أمرر يدي علي شعري فأنزعه..أجلس علي الأرض..أقف فجأة فأشعر بالدوار..أجلس..أقف..أجلس..أقف..أجلس..لا أستطيع الوقوف..أسند رأسي إلي الحائط..أدخن..أسعل..تدمع عيني..لا أري..ألقي السيجارة وأجلس في الظلام..
غير متزنة..أشرب اللبن..أسير في الردهة..أنام..أصحو..أعيد رص الكتب علي الأرض..ثم فوق الفراش..ثم أسفله..ألقي بهم من الشرفة..أشرب البيبسي..أدخن..لا أري..أجلس..أقف..أجلس..أقف..أجلس..ساعة..ساعتين..ثلات ساعات..أنام..
أري نفسي في القبر مرتدية السواد..أسألني:عايشة في القبر ليه؟تسألني:ميتة بره القبر ليه؟

الخميس، 14 يوليو 2011

الأغنية التالتة: زي الرصيف اللي في السيدة

 الوطن مهما عمل فينا بنفضل نعشقه بدون أى مبرر..و أنت عشقك م الوطن..مش غريب إن أول معرفتنا في قلب الوطن..و كل الأحداث بيننا موازية للأحداث في مصر ..بنزعل في نفس وقت حزنها..و بنفرح في وقت فرحها بقرار أو بحماسة انتصار..أو بصورة لحد من الفيران اللي نخروا في البلد وهو بالبدلة الزرقا في طرة..
شايل هم البلد على كتفك و شلته معاك ..و مصر اللي شايله همنا بقالها مليون سنة..مصر الحزينة العجوزة الشابة السعيدة الساخرة اللي كل يوم بحال.. مدياك كل طبعها..مزاجك بيتغير معاها..بتحزن فتحزن الشوارع..و بتضحك فبيضحك الشجر.بتكتئب..فتكش  الأرصفة و تبعد في أقصى جوانب الطريق..و بتروق فبيبقى الهوا بريحة شاى العصر في البلكونة و الندى على طرف القلل الفخار  في عز الصيف..و بتغني فبيغني كل المغنيين على الفيشاوي في رمضان..وبتقيد كل الفوانيس المتعلقة في البلكونات..و بيرقص المسحراتي في الشوارع ويرقص حواليه العيال.. و بتبعد..فبيتطفي النور في العمدان و بيختفي كل الناس في البيوت ..و بتضلم الشوارع  كأنها بلد مهجورة. بقد ما بتكون حاسس بإنك مهجور من جواك.. أنت الابن الشرعي لـ مصر..و أنت اللي ساكن في قلب الوطن..
مبقاش غريب تبقى مرتبط بكل حاجة فيها من ريحة مصر حتى العلم..ريحة الميدان المغرب و صوت المتظاهرين و عربيات الشاى و الخيم..الحظاظات و كلمة كن مع الثورة و اليفط المتعلقة على جوانب الميدان ..
أول أغنية بيننا كانت للبلد..و بقى اسمك الحركي لفترة طويلة  هو اسم مصر عشان لما أقول بحبك يا مصر متكسفش منك ولا من نفسي..
التواريخ المتسجلة بيننا كلها تواريخ مهمة في تاريخ مصر..و في المستقبل لما تحكي لولادك عن ثورة مصر هحكيلهم أنا عن كل الأحداث الموازية اللي حصلت بيننا على هامش ثورة...
أنا عمري ما أقدر أعيش بره البلد دي..لو طلعت منها أموت..زي ما مقدرش أعيش براك.. لو طلعت "منك" أموت..
بحبك..زيّ كل حرف من اسم مصر..و كل ذرة تراب في شوارعها..و زيّ هواها الفجروزيّ ريحة النيل..وزيّ صوت البياعين في العتبة..و زيّ ريحة محلات الورد في الزمالك..وزيّ زحمة كورنيش اسكندرية في عز الصيف..و زيّ صدى المعابد في الأقصر..و زيّ تواشيح الموشحين في الموالد..وزيّ تشجيع الجماهير في الاستاد..و زيّ  خبط الدومينو على القهاوي..وزيّ دخان الشيشة في الحسين..و زيّ الدعا عند المقام ..و تكبيرة العيد..وزيّ كراريس التلاميذ اللي لسه متجلدة جديد..و زيّ كلمات الأغاني المكتوبة في جواب لبنت الجيران..وزيّ رقع الأولة المرسومة بالطباشير في الشوارع..وزيّ العجوز اللي دق البيبان..وزيّ الكتاب اللي كان يا ما كان..
وزيّ الرصيف اللي ف السيدة.. 






الأربعاء، 13 يوليو 2011

الأغنية التانية:و العالم يجي وراك

التفاصيل الصغيرة..التفاصيل الصغيرة..ملاحظة التفاصيل الصغيرة هى اللي بتخليني أشوف الصورة بشكل مختلف عن أى حد في العالم..علشان كده بستقبل نظرات الدهشة في عينين اللي حواليا بنظرة فهم..ماهو مش كل الناس بتشوف بصتك ليا و أنا جايه من بعيد..شدتك ليا في جزء م الثانية عشان تبعدني عن عربية بحركة حماية لا إرادية..محدش بيسمع تون صوتك اللي بيتغير لما بتعرف إني تعبانة أو مرهقة..أو بيسمعه لما بيعلى لما تزعقلي عشان مطنشة أخد الدوا..أنا عارفة إن كل الحاجات دي ممكن تبان عادية عند ناس كتير..بس التفاصيل الصغيرة المستخبية وسط الحاجات هى اللي بيحصل فيها الفرق..
الموجودات زهقت من كلامي عنك ا بعد ما كل  الناس ماتوا من الزهق..فبتكلم مع نفسي عليك و ضامنة إنها الوحيدة اللي متزهقش..فاكرة التواريخ بيننا بالمللي و بالساعة و بالدقيقة..أول كل حاجة حصلت و مش عايزة يبقى في أخر..
حاجة شبه الأفلام و الأغاني مخلياني  مذهولة من تقليدية مشاعر الحب..يا إما الطبيعة بتقلد الفنان فعلاً زي ما أوسكار وايلد بيقول يا إما هو الحب كده زي ما الكتاب بيقول..حاجة لا إرادية و هى هى عند كل الناس زي مشاعر العطش و الجوع..و بالمناسبة دي أحب أقولك أنا عطشاناك..
مش عارفة إزاى بتحول الحزن عندي لفرح..و اليأس لأمل و قرار البُعد بإني أقرب أكتر..بكلمة واحدة منك بتتقال في أخر الكلام تماماً قبل ما أسيبك بثانيتيين فتقلب كل القرارات لصالحك..من غير حتى ما تاخد بالك....
و إزاى بتتحول كل الاوقات الصعبة لمجرد أن بيليها كلمة "معاك" لأحلى أوقات في الكون..
أنا معاك ضحكت بقد الضحك اللي ضحكته في عمري كله..و بكيت بقد البكا اللي بكيته في عمري كله..و هى دي الحياة..
الكلام مع أى حد غيرك بقى ممل جداً..و الوشوش كلها بقت شبه بعض..و من ساعة ما عرفتك..بضبط نفسي ماشية في الشارع ببتسم لمجرد أن كلمة قلتها جت في بالي أو صورتك عدت قدام عينيا.
اسمك على التليفون اللي وراه نقطتين زي ما بحب اعمل مع الأسماء المهمة بيسببلي حالة بهجة مش طبيعية لما بشوفه باين على الشاشة لما بتتصل..خلتني أعيد اكتشاف الأسماء و الأفكار و الإفيهات..و طلعت من دماغي  قدرات مكنتش أعرف إنها عندي..و من يوم ما عرفتك وانا مدخلتش فعلياً في أى حالة اكتئاب لأكتر من 3 ساعات و بعدين صوتك بس لما بيقولي افتحي التليفون بقى و استهدي بالله بيرجعني تاني في أعلى حالاتي المزاجية..
طب إزاى بعد ده كله يعني مقولش طظ في العالم و في الموجودات..أنا مبحبش حد إلا إنتَ فعلاً..