الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

النجوم لا تكتم الأخبار..

مرهقة..يفصلني الإرهاق عن باقي العالم فلا اسمع سوى صمت بدايات أفلام الرعب..صمت الطنين كما أحب أن اسميه..ترهقني التعاسة فأتوقف عن التظاهر بالتأقلم معها..أهمس من بين أسناني اذهبي لا أحبك..فتضحك ساخرة..تلبسني من جديد فينكمش جسدي قليلاً و تتشقق شفتاى ..ألعقهما فينتقل التشقق إلى لساني.. حلقى.. رئتي.. قلبي.. انقسم نصفين ..أشعر بالدوار من جراء الانقسام.. اتخبط قليلاً..تقوم تسنيم بلزقي ببكرة اللاصق..تقول..تكررين حماقاتك بما يناسب سن الرابعة و العشرين..كما توقعت دائماً..أزمة الرابعة و العشرين..تتأكد من وضع أخر شريط و تضمني قليلاً إلى بعضي البعض تأكداً تقول حركي عيناكي إلى اليمين..إلى اليسار..هل تبصرين؟ أقول أبصر ...
أخاف أن أخبرها بأني أري على اليمين غمامتين و على الشمال نذيري..أسير نحو الغمامتين لأختفي..
***
تشدني إيمان من يدي و تقول لا تأكلين؟ تملأ لي شنطة يدي بالحلوى و ساندوتشات السجق الذي أحبه..اوزع الحلوى على النجوم من ورائها و أقول أكلتها..لا تصدقني..
تقول انسي..أنتي الآن أفضل..أهز رأسي موافقة..تشير لي النجمات..اترك خط حلوى من ورائي كدليل اثبات على حضوري هنا يوماً وشريط اللاصق ينفرط..أعيد تثبيته بيدي دون اهتمام و اتبع النجمات جرياً..
***
تقول نجلاء..حرارة النجمات تؤثر على متانة اللاصق..أشعر بالإحراج من استمرار اللاصق في التفكك... تحمر أذني كالعادة فأعيد لصقه بيدِ ترتعش..
تقول..لماذا تحبين النجوم؟ لا نفع منها..أقول ليس الأمر بيدي أحب ضوءها الخافت المنير وأسمع لها صوتاً لا يسمعه أحد سواى..تهز رأسها متعجبه..وتقول ربما..لا أعرف ما يدور بالسماء..اقول لا أحد يعرف...يجب علي الذهاب لمكان أخر بعيد..
***
تقودني فاطمة في طرقات بلدها الأخضر..تقول اتوحشتك برشا لماذا تذهبين..تعيد هى لصق الشريط و تعدل من وضعه حول رقبتي تقول:لتستطيعي رفع عينيكي إلى السماء كما تحبين..
أقول لم تعد تبهرني السماء ولا النجوم..أريد التمعن في الأرض..في الغوص داخلها.
تتحللين..تقول فاطمة..
أرد أو تلدني الأرض من جديد..
***
أصمت..ينفك اللاصق فلا اتفتت..تسقيني الأرض من ماءها فأكبر..ترتفع رأسي إلى السماء من جديد..أهمس..الآن بإمكاني الرحيل..
**
النجمات تزداد واحدة..تلمع..تخفت..تتضاءل..تكبر..تبتعد..يرتعش نورها..ثم يضوي من جديد..

أعرف..يضوي من جديد..