كانت بتعمل كل حاجة ممكن تتعمل علشان ميسيبهاش...كانت بتفكر إن مفيش حد مهم في الكون قد أهميته..رضيت تحبس نفسها في السما الخامسة لوحدها رغم إنها عارفه إن فيها أبواب النار*..سدت ودنها عن صوت كل المعذبين اللي قالولها تهرب قبل ما تلاقي نفسها فجأة مش لاقيه باب الخروج..
..كان دايماً اصحابها بيقولولها إنها عمرها ما حبت فعلاً..المرة دي الحب اللي يخلي قلبها يدق بالسرعه دي بمجرد ما تسمع صوته..اللي يخلي عضمها كله يوجعها لما يوحشها..خلاها تعرف إنها للمرة الأولى في حياتها -بكل ابتذال الجمل المعادة-بتحب فعلاً..
كان عدم ثقته في الحب تحدي ليها..آمنت إن ممكن يكون ربنا خلاها في طريقه عشان ترجعله ثقته بالحب في الدنيا..نسيت كل عثراتها الشخصية و إحباطاتها المتتالية علشان تعمل لنفسها حصانة ضد أى ذرة شك فيه..البنت اللي عمرها ما دخلت علاقة حب إلا و اتخانت..شالت من عقلها صورة خطيبها السابق بـ (اللاف بايتس) في رقبته..صورة خطوبة بطل قصة الحب الوحيدة في حياتها على بنت تناسبه أكتر ..فكرة ارتباط الولد اللي كان بيحبها بعد ما سابته بتلات أيام..وقررت إنها ترجع ثقتها بنفسها ..و بالدنيا و بالحب تاني بيه و معاه..
وهو المحلق في سما تانية لسه موصلتلهاش..ساعات ينزلها شوية و ساعات يطير تاني..يطلع لفوق السما الخامسة في السماوات العليا المرغوبة اللي فيها البنات شعرهم كيرلي و لابسين فساتين بيضا قصيرة..وحواليهم ضباب و دخان زي الأساطير...لحد ما نفسه يتقطع من العلو و ينزلها تاني ..فتنسى إن شعرها مش كيرلي و إنها مبتلبسش غير بناطيل جينز..و معندهاش اى مصدر يعملها دخان زيّ الأساطير..وتحاول تاني تعمل كل حاجة عشان ميسيبهاش.. و تحس إن السما أخيراً بقت بيت..فيهد حيطانه فجأة بكلمة.. و يطير..
الوسط اللي كانت واقفه فيه لا هى طايله تبقى من البنات المعذبات في النار..ولا من البنات المرغوبات اللي في الجنة..هى زي رقم خمسة في نص العد من واحد لعشرة..هى خمسة..لا هتقدر تقل عنه ولا تزيد..
.هى تعبت من البص لفوق في عز نور الشمس..عينيها اللي قربت تبطل تشوف بيها..وروحها اللي بقت بتترعش دايماً..الدقة الناقصة في قلبها من كتر ما دق بسرعة أكبر من طاقته..خلتها تنكمش في مكانها اللي في النص..و تعيد تفكير في كل اللي فات و اللي جاى..
------------------------------------------------------------
*في رحلة الإسراءو المعراج كانت السما الخامسة فيها أبواب النار..
**الصورة لتشي أحمد