الاثنين، 30 مايو 2011

السما الخامسة:و أكبر الخيانات الخذلان..

كانت بتعمل كل حاجة ممكن تتعمل علشان ميسيبهاش...كانت بتفكر إن مفيش حد مهم  في الكون قد أهميته..رضيت تحبس نفسها في السما الخامسة لوحدها رغم إنها عارفه إن فيها أبواب النار*..سدت ودنها عن صوت كل المعذبين اللي قالولها تهرب قبل ما تلاقي نفسها فجأة مش لاقيه باب الخروج..

..كان دايماً اصحابها بيقولولها إنها عمرها ما حبت فعلاً..المرة دي الحب اللي يخلي قلبها يدق بالسرعه دي بمجرد ما تسمع صوته..اللي يخلي عضمها كله يوجعها لما يوحشها..خلاها تعرف إنها للمرة الأولى في حياتها -بكل ابتذال الجمل المعادة-بتحب فعلاً..

كان عدم ثقته في الحب تحدي ليها..آمنت إن ممكن يكون ربنا خلاها في طريقه عشان ترجعله ثقته بالحب في الدنيا..نسيت كل عثراتها الشخصية و إحباطاتها المتتالية علشان تعمل لنفسها حصانة ضد أى ذرة شك فيه..البنت اللي عمرها ما دخلت علاقة حب إلا و اتخانت..شالت من عقلها صورة خطيبها السابق بـ (اللاف بايتس) في رقبته..صورة خطوبة بطل قصة الحب الوحيدة في حياتها على بنت تناسبه أكتر ..فكرة ارتباط الولد اللي كان بيحبها بعد ما سابته بتلات أيام..وقررت إنها ترجع ثقتها بنفسها ..و بالدنيا و بالحب تاني بيه و معاه..

وهو المحلق في سما تانية  لسه موصلتلهاش..ساعات ينزلها شوية و ساعات يطير تاني..يطلع لفوق السما الخامسة في السماوات العليا المرغوبة اللي فيها البنات شعرهم كيرلي و لابسين فساتين بيضا قصيرة..وحواليهم ضباب و دخان زي الأساطير...لحد ما نفسه يتقطع من العلو و ينزلها تاني ..فتنسى إن شعرها مش كيرلي و إنها مبتلبسش غير بناطيل جينز..و معندهاش اى مصدر يعملها دخان زيّ الأساطير..وتحاول تاني تعمل كل حاجة عشان ميسيبهاش.. و تحس إن السما أخيراً بقت بيت..فيهد حيطانه فجأة بكلمة.. و يطير..

الوسط اللي كانت واقفه فيه لا هى طايله تبقى من البنات المعذبات في النار..ولا من البنات المرغوبات اللي في الجنة..هى زي رقم خمسة في نص العد من واحد لعشرة..هى خمسة..لا هتقدر تقل عنه ولا تزيد..

.هى تعبت من البص لفوق في عز نور الشمس..عينيها اللي قربت تبطل تشوف بيها..وروحها اللي بقت بتترعش دايماً..الدقة الناقصة في قلبها من كتر ما دق بسرعة أكبر من طاقته..خلتها تنكمش في مكانها اللي في النص..و تعيد تفكير في كل اللي فات و اللي جاى..

البنت اللي كانت بتعمل كل حاجة تقدر عليها عشان ميسيبهاش..نسيت احتمالية  إنها هى اللي ممكن تسيبه..


------------------------------------------------------------
*في رحلة الإسراءو المعراج كانت السما الخامسة فيها أبواب النار..
**الصورة لتشي أحمد

الاثنين، 16 مايو 2011

السما الرابعة:سما من فضة*



كل يوم بقعد في نفس المكان في البلكونة و أرفع راسي للسما اللي بلون الفضة بعد الغروب.. و في أخر نقطة ممكنة الشمس سايبه شوية لون برتقاني مبعتر كأنه أخر ضربة لفرشة زيت في اللوحة.. وبفتكر لما الشهاب عدى في نفس اللحظة دي في السما و أنت جنبي..شاورت عليه وقلتلك  شهاب معدي في السما.. ممكن نتمنى أمنية..يومها أنت ضحكت و قلتلي دي طيارة نفاثة.. قلتلك لأ ده شهاب.. شهاب و الله و اتمنيت أمنية في سري.. قلتلي إنتي بتتلككي عشان تتمني أمنية..قلتلك أيوه أنا بتلكك على السعادة و بتمناها بكل الأشكال..

إنت عارف إن الدنيا أقصر من إننا نضيعها في التساؤل لو كان ده شهاب فعلاً ولا طيارة نفاثة..الأحسن إننا نستغل اللحظة و نتمنى الأمنية و في كل الأحوال ربنا اللي خلق الشهاب و السما و الطيارة النفاثة هيسمع و مش هينسى..

قبل ما ندخل من البلكونة قلتلي مش عايزة تعرفي يعني إيه خمسة؟ قلتلك انت قلتلي انها كلمة من أربع حروف و شدة..قولتلي أنا عارف إنك عارفة و بتستعبطي..قلتلك ممكن عايزة اسمعها منك؟ وقربت منك جداً و فضلت  أقول يعني إيه خمسة؟هه؟ يعني إيه خمسة؟
بطريقتك اللي بتبصلي فيها من غير ماتبصلي فعلياً قلت خمسة يعني بحبّك..
 حسيت وقتها إني وشي بقى لون السما حوالين الشمس ساعة الشروق..بس كانت أكتر حاجة عايزة أعملها إني ابص للسما و ابعت بوسة للشهاب اللي نفذ أمنيتي بسرعة كده...
يمكن أنت  فاكر إنها مجرد كلمة ممكن تتقال أو متتقالش..بس بحبك قدام السما هى اعتراف و عقد غير مكتوب..

أنا عارفة إننا مش مع بعض فعلاً..بس أنا معتبراك أكتر من مجرد شخص بحبه..إنت اللي السما اختارتهولي و أنا اللي السما اختارتهالك..و بعد كام سنة هنقف قدامها برضه و نأكد على اختيارها ده..
على فكرة العربية ممكن بشوية مجهود و شوية فن وشوية تصميم مني على تصميمات منك تشتغل بالطاقة الشمسية كمان..و السما اللي انا متأكدة من إنها بتحبنا أكيد مش هتبخل علينا بشمسها..و خليك عارف إن الطاقة الشمسية بتحافظ على البيئة وكمان مصدر متجدد للطاقة مبتنتهيش غير بانتهاء العالم..

السما الرابعة اللي لون الفضة  كانت شاهدة علينا في أول بحبّك تتقال..طب عايز إيه أكتر من كده تأكيد؟**

_____________________
*في رحلة الإسراء و المعراج كانت السما الرابعة  سما من فضة بيضا اسمها الزاهرة..

** هذه الحكاية حقيقية تماماً بدون أى تدخل من خيالي..

*** بطل الحكاية هو أكتر شخص بحبه في مجرة درب التبانة و المجرات المجاورة..وهو بس اللي هيفهم ايه علاقة العربية بالأحداث..

الجمعة، 13 مايو 2011

السما التالتة:أيوه أنا هى بس أنت مش يوسف*


أنت في السما التالتة..وأنا في الأرض..ومفيش غير إني اتخيلك معايا بجد..بمشي في الشارع بتكلم معاك..وأبص للسما و أضحك..و في السوبر ماركت باخد رأيك في نوع العصير اللي هشتريه..المارشميللو اللي هنشويه في البلكونه النهاردة..و ريحة معطر الجو..و هتسمع معايا أم كلثوم و تفهم..و نتفرج مع بعض على فيلم مكانش بيعجبك و تدمع..
بالليل هنام في حضنك....و أقول الصبح هصحى الاقيك بجد..

بجري في الشوارع اللي مشينا فيها مع بعض..أحضن الشجر..و المس الكراسي اللي شاركتني فيك..و أشرب كوبايتين شاى بالنعناع..و أغمض عينيا و أشوفك بتشرب معايا..وكل الكلام اللي اتقال ما بيننا و اللي متقالش هسمعه في ودني..و الأرض كلها هتسمعه معايا فيوصلك في السما التالتة فتبتسم..

متفتكرش بُعدك الحالي بيموتني..السما التالتة مش بعيدة جداً..دي كل يوم بتقرب أكتر..و مع إنها مفيهاش ولا نجمة بس أنا شيفاك بتراقبني..مستني اللحظة المناسبة علشان ترجع الأرض..

خليك في السما بتاعتك ..ما الوجود عبارة عن تخيل..وأنتَ أصلاً حلم..و الحلم أقدر أحلمه في أى وقت..وممكن أخليه كمان أحلى مليون مرة من الحقيقة..فكل الحاجات اللي انت معملتهاش هتعملها بقوة خيالي..في خيالي عمرك ما هتبعد ..عمرك ما هتسيبني..والخوف من فراقك مبقاش له وجود.. 

خليك في سماك التالته الضلمة جداً..و أنا على الأرض لوحدي..كده الوضع أكثر أمناً..خليني عايشة على أمل إنك ترجع..بدل ما ترجع فعلاً في يوم فاكتشف إني مبقتش أعرفك..و إن خيالك الجميل أحلى كتير من الواقع..فأكرهك..خليك ضحكة حلوة في عيون الصبح..أثر النعناع في الحلق ..ريحة القهوة في المطحنة..طعم الهوا الساعه 6 الصبح..أول مسكة إيد بشكل عارض..بصتك ليا من بعيد و أنا في وسط مليون حد..كلمة بحبك اللي متقالتش..رغم إنها اتقالت ألف مرة..

ورغم إنك في السما التالتة..بس خليك عارف..إن أنتَ مش يوسف**..

-----------------------------------------------------------------------
 
* العنوان من قصيدة لكوثر مصطفى..
** في رحلة الإسراء و المعراج كان النبي الموجود في السما التالتة هو سيدنا يوسف..

***البوست ده إهداء لــ لميا محمود أكتر واحدة هتفهمه..

****الصورة by che ahmed