الأحد، 28 نوفمبر 2010

الروح التانية:متأخرة

لما كنت بقول:على فكرة مايكل دوجلاس أكبر من كاترين زيتا جونز بخمسة و عشرين سنة..كان بيضحك و مبيردش...
فاكرة اليوم..كنت معدية بسرعة رهيبة -لأني كالعادة متأخرة على مليون ميعاد- قدام المحل اللي عمري ما دخلته قبل كده..النضارة الشمس اللي انا لبساها دلوقت دي كانت بتلمع في فاترينة العرض زى ما بيحصل في أفلام الكارتون..وقفت طبعاً..ومن غير تردد دخلت المحل ده علشان اشتريها..
كنت طالعه منه لما شفته داخل في وشي..ابتسمت و قلتله ازيك يا دكتور؟فاكرني.؟
-طبعاً فاكرك..يا عزيزتي انتي موجودة بكثرة اليومين دول..
-بصراحة آه أنا حاسه ان حضرتك هتمضيني على اقرار اني افضل بعيدة 300 متر مثلاً ولا حاجة
-لأ ممكن 200 متر بس..
-هو حضرتك هتشتري نضارة؟
-لأ هشتري كرافت أنا مش بحب النضارات الشمس..
-ولا أنا
-امال ايه اللي في ايدك دي؟
-دي؟؟دي هدية لواحدة صاحبتي..
-ما تيجي تختاري معايا ممكن احتاج للذوق الأنثوي في الاختيار أنا فاشل تماماً في الحاجات دي..
-هى المدام مش مع حضرتك؟
-لأ هى مسافرة..المصيف بقى مع الولاد..انا ورايا شغل يعني شوية و هسافرلهم..
-طيب معنديش مانع اختار..
في المحل الشرير بقى..كان في مليون كرافت موجودين..تقريباً عشان يخلونا نقعد وقت طويل نختار..عجبتني كرافت لونه أزرق ..
-بص يا دكتور الأزرق في النهاية هو اللي بيكسب..
-اللون الأزرق لون لطيف جداً و كمان أنا صدعت من الالوان..
واحنا طالعين قالي على فكرة ممكن تلبسي النضارة أنا عارف انها بتاعتك..
والله كنت متأكدة انك هتعرف يا دوك..
مش شرط علشان انا مش بحب النضارات انك متلبسيش نضارة
-ومش شرط عشان انا بحب اللون الأزرق يبقى هو اللون المناسب
-الأزرق هو اللون المناسب علشان انتي بتحبيه..
ايه الفرق؟
الفرق بالنسبة ليا انا مش بشكل عام يا عزيزتي..
سبع صُدف فاتوا..كنت ماشية في الشارع بالنضارة الشمس الجديدة..المرة دي كنت عارفه اني هقابله لأنه بيجيب عيش من عند الراجل ده في نفس الوقت كل يوم..
-دي صدفة برضه؟
-طبعاً..حضرتك متخيل اني متعقبة بقى و سايكك زى الأفلام الامريكاني كده؟
-مستبعدش..
-بصراحة متستبعدش بس المرة دي الأمر هام...
-ايه بقى..
-حضرتك عارف ان مايكل دوجلاس اكبر من كاترين زيتا جونز بخمسة و عشرين سنة؟
-أيوه بس لما قابلها مكانش متجوز..
-أنا من مشجعي الزواج التاني
-انتي بتفكريني..بروحك السابقة ..كانت موجودة زيك كده في كل حتة..وكنت بحبها جداً..وبالرغم اني مكنتش اكبر منها بخمسة و عشرين سنة..ومكنتش متجوز..مفيش حاجة حصلت..النهايات السعيدة موجودة في الأفلام..
-النهايات السعيدة موجودة في الواقع..بس الأفلام هى اللي خلت الناس متخيليين العكس..المفروض النهايات تبقى دايماً مش سعيدة في الأفلام علشان ترجع للناس الإيمان بوجود السعادة في الواقع..
-ممكن تبقى السعادة في الصدف اللي بشوفك فيها...
-أنا مجبرة اني اكتفي بده دلوقت..بس ده مش هيغير من الامر شىء..مش هيغير ان مايكل دوجلاس أكبر من كاترين زيتا جونز بخمسة و عشرين سنة
في كل صدفة تالية كنت بكرر نفس الجملة..وكان كل مرة يضحك..لو كنا في فيلم كنت هبقى البنت اللي بتحاول تخطف البطل من البطلة..بس إحنا مش في فيلم..الحياة مش فيلم..و للتخلص من سطوة الافلام على عقول الناس في الواقع..قررت أن في حكايتي أنا..البطلة بتحاول تسترد البطل لانها أحق من واحدة كانت كل اللي عملته انها موجودة في زمن ووضع مناسب..بدون اى مجهود..انا بعمل مجهود في وضع نهايتي السعيدة..وانا اللي استاهل ابقى البطلة في الحكاية دي..

-

السبت، 20 نوفمبر 2010

الروح الاولى:خيالية


الساعة كانت تلاتة الصبح..أواخر نوفمبر..الخريف زىّ ما بتحبه..خرجت للبلكونة القريبة أوي من أرض الشارع..الناس بمجرد ما بيحسوا بلسعة برد بيستخبوا في بيوتهم..الشارع الفاضي اللي قدامها ده كان من شهر واحد بس بيبقى مليان ناس و عيال بيلعبوا كرة لحد الفجر أو أكتر كمان..شكله وهو فاضي تماماً كده يفرح..علشان الحظ الكويس يكمل كان القمر مكتمل..قدامها بالضبط..يعني لو صورنا المشهد من ورا القمر و من بعيد شوية..كان هيبان مكان راسها بالضبط..قمر طالعله جسم ..عجبتها الفكرة..رفعت عينيها للسما و همست:لو في مخلوقات فضائية سمعاني و بتراقبني دلوقت ياريت تاخدولي صورة من ورا القمر..حطت سماعات التليفون في ودانها و شغلت ال mp3 ..كانت بتحرك راسها مع الإيقاع..وبعدين كتفها..إيديها..مشط رجليها..بصت على الشارع علشان تتأكد أن محدش شايفها..عينيها خبطت في ولد شعره منكوش شوية..لابس تي شيرت أصفر و جينز..وقاعد على الرصيف اللي قدامها في الزاوية بالضبط..كان مديها ضهره و بيشخبط على الحيطة بطباشيرة فمشفهاش..فكرت في إحتمالات نزول ولد الشارع لمجرد انه يقعد على الرصيف الساعة تلاتة الصبح يشخبط على الحيطان...متشرد؟ممكن شعره منكوش شوية..ولا أبوه طرده من البيت علشان رجع متاخر؟ ممكن بيذاكر و معندهمش كهربا في بيتهم؟وبعدين افتكرت ان ده كان بيحصل بس قبل ما ييبنوا السد العالي... و أكيد مش بيذاكر على الحيطة..ممكن يكون هو المخلوق الفضائي اللي بيراقبها..؟كانت عايزاه يرفع راسه ليها علشان تشوف ملامحه..حركت إيديها لفوق..اتحركت بصوت عالي في البلكونة..فضلت تخرفش في البصل المتعلق في البلكونة..وفي الاخر بسبستله فعلاً..بست..بست..بس مبصش..فكرت أنه ممكن يكون شبح..في ولد مات في الشارع اللي قدامها ده من اسبوع..برقت و رجعت لورا..وبعدين عجبتها الفكرة فصممت تخليه يبصلها أكتر..شالت السماعات من الموبايل و علت الفوليام على الأخر..ساعتها رفع عينيه فعلاً..ابتسمت..رجعت تتحرك مع الإيقاع وهى واقفه مكانها..هو بدأ يحرك راسه مع الإيقاع..وبعدين كتفه..إيديه..مشط رجله..لما الأغنية خلصت فضلوا واقفين بيبصوا لبعض و هما مبتسمين..ساعتها وصلت العربية اللي كان مستنيها فيها أصحابه..بصلها ورفع إيديه لفوق..عملتله باى..وركب و مشي..الصبح و هى نازلة رايحة المدرسة..عدت من جنب الرصيف اللي كان قاعد عليه..لقت على الحيطة رسمة لبنت راسها مستخبيه ورا قمر حاطط في ودنه سماعات في سما النجوم فيها عبارة عن مزيكا..

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

الحكاية الأخيرة:قهوة فرنساوي

في فرنسا..تمشي في الشارع كأنك سامع مزيكا مستمرة في ودنك..عارف أديث بياف؟دي زى فيروز كده بالنسبة لنا هناك..صوتها منتشر في كل الاماكن ولو تفتكر تقدر تتخيل معايا كده أغنية الحياة وردة بلحنها المميز في ودنك وانت ماشي معايا في شوارع باريس...تخيلت...نبدأ جولتنا..
بيقولوا أن اسم فرنسا جه من كلمة فرنكيا ودي قبيلة جرمانية احتلت المنطقة بعد سقوط الامبراطورية الرومانية..نبدأ بشارع الشانزلزيه علشان انا عارفه إنك هتموت وتروحه.أاكبر شارع في فرنسا..كله متاجر و محلات ماركات عالمية طبعاً تقدر تتخيل شارع عباس العقاد بس على أضخم وأنضف بكتيييير..الرصيف كله كافيهات ومطاعم..نقدر نتغدى دلوقت في مطعم بيتزا بينو..وبعدين نروح مقهى الكارديدور نشرب القهوة الفرنساوي هناك..بعد القهوة نروح عند قوس  النصرarc de triomphe ..هو أصلاً في اول شارع الشانزلزيه..تعالى نطلع فوق..تقدر تشوف الشارع كله من فوق بقى دلوقت..عايز تصورني..ياريت..
نجري بقى نلحق برج إيفل Eiffel Tower لأنه بيقفل بدري..أنا بفكر نطلع بالسلم..بهزر طبعاً..ناخد الأسانسير و نطلع فوق البرج نتفرج على باريس..تحفة مش كده؟
نبقى نيجي تاني بالليل قبل ما يقفل هو بيقفل الساعه 12 عشان نشوفه وهو منور كله..و نرقص قدامه كمان..بتضحك؟ على فكرة كل الناس بتعمل كده ..نرجع بقى لساحة الكونكورد عشان نروح اللوفر..طبعاً انت نفسك تروح اللوفر..بس عارف هناك لما وقفت قدام الموناليزا..حسيت ان صورها في المجلات احلى مش عارفه ليه آه والله..بس متقولش لحد عشان ميفتكرونيش جاهلة فنياً..بيقولوا أن قبو اللوفر فيه تحف أجمل من اللي معروضه..وأنا مصدقه الكلام ده..
 نطلع على قوس الدفاع الديفانصGrande Arche de la Défense وده قدام قوس النصر بالضبط بس من بعيد شوية ..نروح بقى لبناية المونمارت ودي اكبر بناية في باريس فيها مطعم بيطل على باريس كلها بس دي غالي شوية علينا..خلينا نتمشى شوية على نهر السين و ممكن نتعشى على اى مطعم عايم في السفن اللي فيه..
تاني يوم بقى نطلع على ديزني لاند..ممكن ناخد القطر لانها بعيده 25 كيلو عن باريس ودي اكبر مدينة ملاهي في العالم..نرقص مع دونالد داك و بندق على فكرة دي مش بس مدينة ملاهي دي فيها فنادق و مطاعم زى مطعم بلانيت هوليوود..و حدائق كمان لو داخل على الملاهي تعالى نقطع تذاكر من الفاست باس ونلعب شوية..
ممكن تالت يوم ناخد لفة في الجناين في باريس هما كتير بس ممكن نروح الأول حديقة جاردان دو شام دو مار  Jardin du Champ de Mars وبعدين غابة بولوني Bois de Boulogne ودي كبيرة جدا و في وسطها بحيرات وبعدين نروح بارك دي مينسو Parc de Moncesu ودي بقى اجمل جنينة انا بحبها أكتر واحدة وقريبة من الشانزلزيه..
وحشتك القهوة الفرنساوي..نرجع تاني لأى كافيه هناك نشرب قهوة و بعدها ممكن نقف قدام الرسامين اللي في الشارع يرسمونا بورتريه..ممكن انت برضه تبقى ترسمهم وهما بيرسمونا..
- هو انتي قعدتي في باريس كام سنة؟
-أنا أصلاً عمري ما رحت فرنسا..
-!!!
-على فكرة ده حلمك انت اللي مش منطقي فعيشه بقى لأخره..عجبتك القهوة الفرنساوي؟
-جداً
-المرة اللي جايه إسبرسو إيطالي
صوت ضحكات






البوست كُتب بمساعدة من العزيزة فاطمة شبشوب نظراً لأنها عاشت في باريس كتير

الخميس، 11 نوفمبر 2010

الحكاية الخامسة:نسكافية باللبن

أسوأ حاجة في النسكافيه اللي باللبن إني بحب أشربه بلبن طبيعي لا بلبن نيدو ولا بكريمر..بطلع اللبن من التلاجة..أحطه على البوتجاز..واللبن بياخد وقت طويل أوي علشان يغلي..و الكل عارف قد ايه سطح اللبن وهو بيحاول جاهداً انه يغلي..بيخلي الواحد يتأمل في الحياة بشكل مثير للدهشة..
اللي خلاني أشرب نسكافيه أصلاً المزاج السىء اللي أنا فيه النهاردة..(أم برج الدلو)..أنا عادة بشرب نسكافيه بلاك و القافلة بتسير..بس المزاج السىء بيترتب عليه حَنتَفه شديدة في كل اللي بعمله..يعني أحياناً بعمل لنفسي أكله محترمه..و أنضف الشقة..وآخد دش و أولع عود بخور..و أحط بقى الشوكة و السكينة و المنديل الأبيض..و كاس مايه علشان انا مبشربش أى حاجة (ساقعة)تانية..و لا مانع من شوية شمع..أو مثلاً برضه بشغل مزيكا..اوطي النور..و أفضل أدور في إنديكس الموبايل على أى حد أكلمه..وغالباً مبلاقيش..
المرة دي أخترت اعمل مج نسكافيه باللبن زىّ ما الكتاب بيقول..حضرت مج برتقاني لسه شرياه(بس برضه مش زىّ المج القديم الله يرحمه) حطيت معلقتين سكر..قررت اضربه كمان بمضرب النسكافيه الصغير ده..و باللبن الطبيعي مش الكريمر ولا لبن نيدو..
المود السىء مع لبن بيغلي..فكرت أول حاجة في الماضي(كالعادة يعني) مش عارفه ليه افتكرت لما كانت جدتي الله يرحمها بتجيب الفراخ و تدبحها في البيت..كانت عادة بتلاقي بيضة بقشرها جوه الفرخة..و بعدين شوية بيض من غير قشر..مختلف الأحجام..و كان في حاجة أسمها عنقود البيض اللي بيبقى لسه مش مكتمل و بيبقى ماسك في بعضه بكذا حجم لحد بيض صغير جداً..وكانت تيتة بتسلقه وتخليني أكله قبل ميعاد الغدا على اعتبار اني طفلة و محتاجة تغذية..
هو عنقود البيض ده راح فين؟ هى الفراخ مبقتش تبيض.؟بقت بتولد مثلاً؟
أكتشفت إني بقالي خمس دقايق مثلاً بتكلم عن البيض فاتأكدت إني فعلا في مزاج سىء..
أن الواحد يبقى في المرتبة التانية من أى حاجة ده شىء مؤلم فعلاً..لما تبقى عارف مثلاً إنك في تاني أوليات الشخص اللي بتحبه..قبلك في الشغل..أو الأصحاب..وأحياناً بتبقى في تاني مرتبة بعد متعتُه هو الشخصية..يعني هو يتبسط و بعدين يبقى يشوفك بقى أخبارك ايه..
إنك برضه تبقى تاني واحد بالنسبة لصاحبك أو صاحبتك الانتيم..يعني أنا عندي صاحبة انتيم هى أول صاحبة ليا..بس انا بالنسبة ليها تاني صاحبة..أو تالت صاحبه كمان..
أكيد كنت الأولى عند ناس..واحد منهم خطب..و التانية اتجوزت..والتالت رجع (غزه) بلده..
وأنا وقتها اكتشفت أن الوقت عدى فعلاً..وقت إنشاء علاقات صداقة متينة عدى عليها زمن..اكتشفت ده لأني عرفت إني مبقدرش أطلب حاجة من حد..لأنه مش صاحبي أوي..مبقدرش أحكي كل حاجة لحد..علشان عندي أحساس بإني هزعجه بشكل أو بأخر..اكتشفت اني فضلت فترة طويلة معتبره اخواتي هما اصحابي الأنتيم بس لحد لما اختي اتجوزت و سافرت فكرت في احتماليه سفر اختي التانية..ساعتها هبقى وحيدة فعلاً تماماً..
النهاردة اكتشفت إني لما ببقى خايفة..ببقى واحدة تانية..ببقى حد ممل..سرعة البديهة بتختفي..كوني ذكية ده شىء بيروح تماماً..أنا عارفه أن شكلي حلو..بس لما ببقى خايفه ببقى أقبح واحدة ممكن وجودها على كوكب الأرض..
ميكانيزم الدفاع بيشتغل..وبعامل الناس بشكل هجومي..في محاولة لأثبات إني مش محتاجة حاجة من حد..وبقرر اني مش ههتم تاني بحد مش حاططني في اولوياته..
احتمالات الوجيعة فوق حدود الاحتمال..ولأني مش قادرة أتحمل قررت أكتب ده هنا..في اكتر مكان مقدس بالنسبة لي
انا مش معتبره البوست ده جزء من سلسلة الحكايات..ولأني مش معتبراه من ضمنهم فأنا قررت مشربش مج النسكافية اللي باللبن..وإني ولأول مرة من أيام ما جدتي اتوفت يعني من 15 سنة...لأني حاسه بإحساس عدم الحماية اللي كنت بحسه وأنا عيلة..ولأني محتاجة بشكل أو بأخر لأني احسس نفسي بالأهتمام .هصب لنفسي كوباية لبن..و هضرب فيه بيضتين نييين وهشربه..لأني طفلة محتاجة تتغذى كويس..من غير ما تستنى من أى حد إنه يفتكر ده..


*الجملة اللي تحتيها سطر لأحمد ندا
اللوحة لفريدا كالو

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

الحكاية الرابعة:قهوة زيادة

لو سمحتي يا آنسة هو ده كرسي 36؟
كانت مغمضة عينها لما سمعت صوته بس عرفت إنه بيوجهلها هى الكلام..كان ممكن تتجاهله و تكمل نوم زىّ ما بتعمل غالباً ..بس صوته المرتبك خلاها تعرف إنه مش متعود على ركوب القطر..فتحت عينها..لقته ماسك التذكرة في إيده و بيدور على رقم الكرسي المكتوب بخط مش باين.. قالتله أيوه ده كرسي 36 ..قعد جنبها وهو بيقول متشكر..قالتله على فكرة أنت كرسيك هو اللي جنب الشباك وأنا كرسي الممر لو حابب ممكن تيجي مكاني..
-لأ مش مشكلة خليكي زىّ ما أنتي..
-أنا معنديش مشكلة برضه أصلاً-ووطت صوتها-الكرسي بتاع الممر أحسن..أصل القطر ده فيه صراصير..
_فعلاً.؟
-أيوه بيمشوا على الشبابيك  ..هما على فكرة بيرشوا القطر بالبودرة بتاعة الصراصير..بس الصراصير جوه المحركات و بين العجل ..في كل حتة..
-لو بتقوليلي كده عشان مقعدش على الكرسي أنا فعلاً مش هقعد..
-لأ على فكرة مبقولكش كده عشان كده..أنا غلطانة أصلاً إني مقعدتش على كرسي الممر بدل الصراصير اللي جنبي دي..
-عايزة تبدلي؟
-لأ خلاص بقى ..
سكتوا ..كان القطر بدأ يتحرك..وهى ديرت وشها للشباك..كان هو طلع كشكول بيكتب فيه..بصتله و حاولت تقرا هو بيكتب إيه بس معرفتش..
-أنت تعرف أن الصراصير موجودة من 250 مليون سنة..وأن غالباً الإنسان هينقرض وهى هتفضل موجودة..دول لاقوا صراصير جوه المفاعلات النووية..
-هو أنتي ليه بتحبي تتكلمي عن الصراصير؟
-هو أنت بتكتب إيه؟
-هو أنتي مجنونة؟
-أحياناً..على فكرة أنا مبتكلمش مع حد في القطر أبداً..
-طب ما تتكلميش..
-تصدق أنا غلطانة فعلاً..غمضت عينها و هى باصه ناحيته ونامت..هى كانت متعودة على النوم في القطر لدرجة إنها لما كانت بتشوف أى كرسي أزق بتنام فوراً..
-هو كان مركز جداً في اللي بيعمله بعد عشر دقايق قطع الورقه من الكشكول وحطها في الشبكة اللي قدام كرسيها و غمض عينيه..
متعرفش ايه اللي خلاها تفتح عينيها و تبص قدامها..مدت إيديها للورقه و مسكتها و هى مبتسمة..لما بصتله لقته مفتح عينيه و باصصلها..
أنت كنت بترسمني..؟
أيوه..
حلوة أوي..لازم اعزمك على قهوة عشان الرسمة دي..
لما عربية البوفيه عدت طلبت من غير ما تسأله اتنين قهوة زيادة..
قالها افرضي أنا بشربها سادة مثلاً؟
-لأ بتشربها زيادة..
-عرفتي منين؟
أنا ليا خبرة في الموضوع ده..بعرف كل واحد بيشرب القهوة ايه بالضبط..
-بس أنا فعلا بشربها سادة
-يبقى هتشربها من دلوقتي زيادة..
-أنتي نازلة فين؟
طنطا..وأنت؟
-إسكندرية..
طب لو نمت بقى أبقى صحيني عشان أنزل..
-ولو مصحتكيش؟
-هكمل معاك لإسكندرية..
-حصلتلك قبل كده؟
-كتيييييير..
-وكنتي بتعملي ايه؟
-ولا حاجة بنزل أشرب قهوة في ستار بكس و أرجع اخد القطر لطنطا..
-هو أنتي مجنونة؟
-هو أنت متجوز؟
بص للدبلة في إيده..و مردش
-يعني أول مرة أكلم حد في القطر يطلع متجوز؟
-وإيه المشكلة في ده؟إنتي مبتكلميش متجوزين؟
-لأ..
-ليه؟
-عشان محبش حد متجوز..وتبقى مأساة..
-أنتي أى حد بتكلميه بتحبيه؟
-أى حد بكلمه في القطر بحبه..عشان كده مبكلمش حد..
يعني أنتي بتحبيني؟
-مش أنت اللي رسمتني؟
-على فكرة القهوة دي وحشة أوي..
-أيوه قهوة القطر وحشة..
-لأ دي عشان زيادة..
-خليك واثق في كلامي..قهوة القطر وحشة فعلاً..لو شربت معايا قهوة في مكان تاني هتعرف أن القهوة الزيادة طعمها حلو فعلاً..
-ممكن..أنتي بتحبي تقعدي على الكرسي اللي جنب الشباك عشان كده بتحكي للناس حكاية الصراصير دي صح؟
-أيوه..
ابتسم..
على العموم أنا خلاص نازلة وممكن تقعد على كرسيك بقى..
-بالسرعة دي..
-أيوه طنطا المحطة اللي جايه..
مش هتاخدي الرسمة؟
-إوعى تكون كاتبلي رقم تليفونك عليها بقى و حركات المراهقين دي
-لأ مش كاتب حاجة..
-بصت للورقة بخيبة أمل و قالت:فعلاً؟
كان القطر وقف في المحطة..قام عشان تعدي ..لبست شنطتها الكروس و تنت الورقة في ايدها..
-شكراً على الرسمة يا..
-شكراً على القهوة يا..
مشيت ناحية الباب و نزلت..
كانت وصلت للباب بتاع نفس العربية من ورا..فكرت ترجع تركب تاني و تكمل لإسكندرية..كانت بتدخل من الباب فعلا لما خبطت في واحد نازل..
-أنتَ؟
-كان بيمدلها إيده بالمسطرة ال(تي)بتاعتها وهو بيقول انتي نسيتي دي..
-يا مجنون القطر هيمشي..
-فعلاً؟
كان القطر بدأ يمشي..
-ممكن تلحقه ولا أنت بتخاف تنط في القطر وهو ماشي؟
-لأ..أنا بخاف من الصراصير..
ضحكت..
-على فكرة أنا مش متجوز..دي دبلة والدي الله يرحمه..أنا لبستها من ساعة ما مات..
-الله يرحمه..
-يعني إنتي متاكدة أن القهوة الزيادة طعمها حلو؟
-أيوه ومتأكدة إنك هتشربها زيادة بعد كده..
-طب ممكن اردلك العزومة؟
-آه ممكن
-عندكوا كافيهات ولا هنضطر نشربها عندكوا في البيت؟
-نشربها في كافيه الأول و بعدين هتشربها في البيت إن شاء الله..
-أنا بتدبس بكامل قواى العقلية..
-يعني هى هتفرق ؟ما أنتَ كده كده لابس الدبلة..
-تصدقي عندك حق..
-أنا دايماً عندي حق..
-ما أنا عارف..
-بصوا لبعض و ابتسموا..من بعدها لما بقت تنزل في إسكندرية عن قصد..كانت بتلاقيه مستنيها في المحطة عشان ياخدها و يشربوا قهوة في ستار بكس..لأن القهوة اللي بتعملهاله في البيت كانت بتبقى دايماً من غير وش..شبه قهوة القطر كده..بس في الحالتين القهوة كانت بتبقى زيادة..