السبت، 30 أكتوبر 2010

الحكاية التالتة:كابيتشينو

عزيزتي
لسه مش ناسي شكل الشباك القزاز اللي لما كانت الشمس تيجي عليه يبقى لونه متموج ما بين الأزرق و البنفسجي..لمّا قومتك ساعتها و قلتلك تعالي بسرعة اقفي قدامي هنا و ارفعي راسك لفوق..بصينا إحنا الاتنين على الشباك بتاع البيت القديم اللي في حارة خوخة..بعدها بصيتيلي و قلتي أنت إزاى بتشوف الجمال المستخبي وسط كل القبح و الفقر اللي في المكان ده..
يومها انتي مبتطلتيش تتكلمي عن حقوق الفقرا في مصر..وإن مصر من تحت ملهاش أى علاقة بمصر من فوق..وأنا كنت بسمعك وأنا برسم الشباك..ساعتها مرت من قدامنا واحدة بتزغرد..وفرجتنا على شبكة بنتها اللي لسه جايبنها..ملامح الفرحة اللي على وش الست خلتني أقولك..فعلاً مصر من تحت أجمل بكتير من مصر من فوق...
لما جينا نروح قلتيلي إنك حابه تروحي مشي..بالرغم من شنط الأرت باج الضخمة اللي إحنا شايلنها..مشينا من القلعة لحد مترو العتبة..كنتي بتتكلمي عن عبد الناصر وحلمه في العدالة الإجتماعية..وقلتلك أنتي بتحبي تنحازي دايماً للجانب الخاسر..لدرجة إنك بتشجعي الزمالك..
كنت بكلمك عن الروح..وليه لما بنموت الروح(الجزء النقي مننا)هو اللي بيصعد والجسم بيفني..قلتيلي ياترى كل الناس اللي منتشرين حوالينا دول اللي من غير روح لما يموتوا ايه اللي هيحصلهم؟
في المترو قررت أطلع معاكي لمحطة مصر أوصلك..طلبتي مني اخليني وأكمل بس أنا صممت..أول ما دخلنا المحطة قلتيلي تعالى اعزمك على كابيتشينو من ماكينة الكابتشينو اللي على رصيف 4..أنا بحب الكابيتشينو فعلاً انتي عارفة ده..بس أنا يومها كنت متأخر  قلتلك خليها المرة اللي جايه انا يدوب ألحق أروح عشان أنزل تاني..
أنا عارف ان المرة اللي جايه مجتش..وعارف إنك من يومها مبقتيش تجيبي كابتشينو من الماكينة اللي على رصيف 4..سمعتك وأنتي بتقولي الماكينة دي اتحرمت عليا خلاص..
بس عارفة يا نورا..أنا شايفها من منظور تاني..إحنا الدعوة ما بيننا لسه قائمة..والمرة اللي جايه مش شرط تكون قريبة..
الدعوة اللي ما بيننا دي اللي لسه متحققتش هى اللي بتخليني ليا الحق إني أزورك ..أنك تشوفيني وتتكلمي معايا..علشان كده بتصحي من النوم متخيله أن ده حقيقي فعلاً مش حلم..
أنا مبسوط أني كنت متأخر يومها و إني ملحقتش ألبي دعوتك ليا على الكابتشينو..الدعوة اللي أنا متأكد إنها هتتحقق في يوم من الأيام..ومش شرط في نفس العالم ده..ياعزيزتي في عوالم تانية الكابتشينو فيها أحلى بكتير..
عرفتي إزاى بقى بعرف أشوف الجمال وسط كل القبح؟
                                                                                                                              حبي


ملحوظة:مش محتاجة تحرقي الرسايل علشان توصلني..كله بيوصلني..وأكتر كمان..


إلى محمد كريم
6\9\2005

الخميس، 28 أكتوبر 2010

الحكاية التانية:نسكافيه بلاك

هو يوم الخميس دايماً بيبقى كده..كان يومها بدأ بسرقة فلوسها كلها اللي كانت في شنطتها بمجرد ما سابتها على مكتبها دقيقة في الشغل..اتخانقت مع المدير بتاعها خناقة محترمة..و لما نزلت وهى  بتدور على أى فكة متبقية لتاكسي تروح بيه..جاتلها مسج على موبايلها بإن اللي بينا خلاص انتهى..إنتي تستحقي واحد أحسن مني..الجملة المعتادة الحقيرة..أستحق واحد أحسن منك؟ماهو لو كان موجود مكنتش ارتبطت بيك أساساً..
المرارة اللي في زورها من أسلوبه في إنهاء علاقة كانت فاكرة إنها حميمية..عن طريق مسج موبايل من غير حتى ما يكلف خاطره بإتصال..خلتها مبتفكرش في حاجة غير اإنها تاكل تشيز كيك مع مج نسكافيه بلاك في بلكونة شقتها حالاً دلوقت..
عدت الفلوس اللي كانت فاضلة في جيب الشنطة الداخلي..كانوا تسعة جنية ونص..قررت تروح تجيب تشيز كيك من مؤمن ب تمانية ونص و كيسين نسكافيه كلاسيك بجنية و بالنسبة للمرواح هتروح مشي..
في مؤمن فضلت قاعدة بعد ما طلبت الأوردر شوية..المذكور كان بيكره مؤمن مش بيحب يجيبها و يجوا هنا..فكرت عن أسباب و اكتشفت إنه غالباً عشان غالي..
سمعت رقم الأوردر بتاعها فقامت و خدت الكيس الورق اللي عليه شعار مؤمن الجديد..
البيت مش بعيد أوي عامةً البلد اللي بتشتغل فيها و مقيمة فيها لوحدها صغيرة ومش شىء عجيب اإنها تروح مشي..بس مشكلة المشى إنه بيخليها تفكر في الأحداث اللي حصلتلها النهاردة..مش ممكن يكون في حد بالحظ السىء ده على وجه الأرض..ده ولا عقاب الكفرة..
كانت بتفكر تكلم أهلها تطلب منهم فلوس لأخر الشهر..بس فكرت أن أول كلام لأبوها هيبقى سيبي الشغل و ارجعي..أنا مش شايف اى فايدة حصلتلك منه..
هو عنده حق..بس الهروب من زحمة العاصمة..و الناس الكتير..و العلاقات المعقدة لناس ميعرفوش مصطلحات زى مسامحة-تفاهم-إحترام خلتها تهرب لبلد ساحلي صغير..بعيد أوي..الهوا فيه لسه نقي..و السما زرقا..زرقا زىّ ما ربنا خلقها مش رمادي زى اللي في العاصمة..
وصلت شقتها الصغيرة ..شغلت فيروز فوراً..خدت دش..ولعت عود بخور..طلعت البلكونة اللي بتطل على البحر..جهزت الترابيزة الصغيرة و الكرسي الواحد..شغلت البويلر عشان النسكافيه..
مش عارفه ليه الناس بيشربوا نسكافيه باللبن؟النسكافيه البلاك بيتسرب لخلايا مخها فوراً وريحته اللي بتفضل مدة أطول في مناخيرها أحلى كتير من ريحة اللبن اللي بتفكرها بصباح الخير يا مصر..اشمعنى صباح الخير يا مصر؟مش عارفة..هى دي ريحة صباح الخير يا مصر في عقلها..
كانت المايه غليت..فضت الكيسين في المج الكبير..مبتحطش حتى سكر..ولا اى حاجة متخليهاش تدوق طعم النسكافيه بجد وهى بيتخلل كل خليه في جسمها..صبت المايه و ريحة النسكافيه زى ما تكون ضباب لونه نسكافيهي جميل ..عبى الشقه و شالها لحد البلكونة مع الكيس الورق اللي فيه التشيز كيك..نسيت كل اليوم السىء اللي عدى بيها..و قرت انها تستمتع بالجو..و البحر و النسكافيه و التشيز كيك..
لما فتحت الشنطة اكتشفت أن الويتر حطلها تشوكولت كيك بدل التشيز كيك..
فضلت ساكتة شوية..دقيقة..اتنين ..تلاتة..فكرت في مليون فكرة غبية من أول إنها تطوح العلبة من البلكونة لحد إنها تطوح نفسها هى شخصياً من البلكونة..
هبة هوا خلت ريحة النسكافيه بلاك تهب عليها تاني..بهدوء..قامت رمت التشوكلت كيك في الزبالة..رجعت..فردت رجلها على سور البلكونة و سمحت للهوا يلمس كل حتة في جسمها..ولعت سيجارة..و بالإيد التانية مسكت مج النسكافيه..
دلوقت مهما حصل فمش ممكن يحصل أسوأ من كده..
هى دلوقت في منطقة الأمان ..استمتعي..استمتعي بس..

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

الحكاية الأولى:إسبرسو

-ممكن متطلبش إسبرسو لو مبتحبوش يعني مش شرط تطلب زيي..
كانت بتكلمه بسرعة قبل ما الويتر يجي ياخد الأوردر..مردش و طلب أتنين إسبرسو..بعدها بشوية قالها أنا مطلبتش زيك أنا عايز إسبرسو فعلاً...
على الترابيزة كان في موبايله..وسلسلة مفاتيحه....و الفازة الصغيرة البيضا اللي فيها وردة كاوتش لونها سيمون ..قالتله و هى ماسكة بِتِلات الوردة الكاوتش:أنا مش بحب اللون السيمون بس الوردة دي شكلها حلو أوي..
-بس دي وردة صناعي..قالتله وايه المانع إن يبقى شكلها حلو؟على فكرة في ورد طبيعي مش حلو خالص..
كانت دي تاني مرة يقعدوا فيها مع بعض بعد ما قرروا يبقوا أصحاب..قالها بدور على شقة اليومين دول ..موضوع مرهق أوي..
الشقق غالية جداً و السماسرة فظاع بس ده شر لابد منه..
قالتله زى الجواز كده؟
ضحك..كان الجو شتا وقتها..شتا بشكل لطيف من اللي بتحبه ..من اللي المفروض أن مصر مشهورة بيه ..الشتا اللطيف اللي بيحصل تلات أيام بس في السنة ..
قالتله وبالنسبة للعروسة؟مش كان المفروض تدور على شقه بعد ما تلاقي عروسة على الأقل عشان تختارها معاك يعني..حقها..
هز كتفه ومردش..الإسبرسو كان عبارة عن رشفتين بالضبط فمخدش أى وقت..
مسك روايه لا أحد ينام في الاسكندرية اللي كانت واخداها منه تقراها..قالها عجبتك.؟
-لطيفة..
بس أنا تعبت فعلاً من التدوير على شقة..أنا هسيبهم هما في البيت يدوروا بقى..
-كالعادة..
بصلها كتير..كانت مركزة على الوردة الكاوتش السيمون اللي في الفازة البيضا الصغيرة..مد إيده وقطعها من فرعها اللي في الفازة ..
-مادام بتحبيها كده خديها على الأقل مش هتدبل..
لو الويتر شافك هيقتلك..
ضحكوا..
لما وصلها عند البيت نزلت من العربية..رجعت تاني و قالتله ميرسي على الوردة..ابتسم ومشي..
ليلتها كانت الستاتيس بتاعتها على الفيس بوك:يا قلبي-أرجوك -لا تتعب قلبك..
وهو كان كاتب:وحياتك..وحياة عيونك..أنا زعلان..أنا زعلان..

الأحد، 10 أكتوبر 2010

final part:النهاية التانية..



في طريق الرجوع..كانت الدنيا لونها أصفر..الرمل الهايم مع الهوا على الطريق الصحراوي خلى كل الأحلام تصطبغ بالأصفر..
-أنا ليه المرة دي مبحبش اللون الأصفر؟
-إنتي عارفة ليه وأنا كمان عارف..
-السابع بقى كان قصير جداً..ممكن ألخصهالك بكل بساطة في كلمة واحدة..
-إيه هى؟
-حُكم إختلاف الدين ..
-إنتي جربتي كل حاجة فعلاً..
لا في حاجات تانية كتير ..أكتر من كده..بس أنا خدت كل التجارب اللي أنا عيزاها..
-متعرفيش ايه اللي ممكن يحصل بكرة....

-تفتكر ممكن تكون عاصفة إمبارح شالت العين السخنة وبعدتها عن القاهرة كام ألف مليون كيلو؟
-جايز.. الموضوع ده نسبي..علشان كده حتى لو كانت بعدتها كام ألف مليون  كيلو..الأكيد أننا هنوصل قبل ما نحس..عشان إحنا مش عايزيين الوقت يعدي..فيهعدي بشكل أكبر..
-ممكن في يوم يخترعوا آلة لتوقيف أو لإعادة الزمن؟
-ممكن..بس وقتها أحنا مش هنكون هنا..
-مش هنكون مع بعض..
***

الساعة كانت 11 الا دقيقتين لما وصلوا قدام نفس الكافيه..طلعوا درجتين السلم مع بعض..مكانش في كلام ممكن يتقال..بصوا لبعض نظرة ملهاش معنى محدد..من غير ولا كلمة..مسكت شنطتها اللي كان لسه شايلها..و نزلت درجة سلم..قبل ما تلمس الدرجة التانية كان بيقولها:
-إنتي محكيتليش عن التامن..
-ابتسمت..وهى بترجع الدرجة اللي نزلتها..وبتدورله..
-التامن..كانت قصة حب عبارة عن تلات ثواني..بيني وبين شاب ماسك كوباية قهوة ورق من غير غطا..القهوة اللي فيها إتنقلت كاملة بلا نقصان على الشيميز الأبيض بتاعي اللي كان المفروض أروح بيه أنترفيو شركة لشغل أنا مبحبوش..مطلوب عشانه ألبس كعب عالي مبعرفش أمشي فيه..خلى رجلي تتنى و أقع فوقه ..بشنطتي و بفايل ورق الطلاق  بتاعه اللي كان لسه مخلصه في سفارة طليقته الأجنبية..
-وأيه اللي حصل بعد التلات ثواني..
-اللي حصل واللي المفروض أفتكره..أنه أعتذر..ولملم ورقه....ورجع الشقه اللي أجرها بعيد عن كل الدنيا اللي فاتت..عشان يقدر فيها يكتئب براحته..يسكر براحته..يسب ويلعن في الوحدة اللي بيكرهها وبيخاف منها..عشان يخلص عليه اليوم مرمي على بلاط شقة غريبة..حواليه شوية ورق مبعترين دليل على أنه مبيحلمش..وانه فعلاً بعد ما خسر قبل كده حياته كمجنون ..خسر حتى حياته كعاقل ..

-وهى بعد ما شالت شنطتها و رجعت الأنترفيو بقميص عليه بقعة قهوة..كانت سبب أساسي في انها متنجحش ..وإنها ترجع بلدها لشقة فاضية..مفيهاش غير أرواح السجاير المتعلقة في الهوا..وشوية احلام يقظة..بتخليها غايبة عن الوعى لمدة أطول..عشان الوقت يعدي أسرع..بتفكر إنها ممكن المرة اللي جايه تقابل الشخص المناسب..من غير ما تدرك إنها ممكن تكون قابلته فعلاً لمدة 3 ثواني في حياتها..
سكتوا..كانت هتمشي لما وقفها تاني
-تعرفي انهم أخترعوا آلة الزمن؟
-هما مين اللي أخترعوها؟
-إحنا ..انا وأنتي..اخترعناها عشان نرجع لأهم تلات ثواني في حياتنا لأننا نسينا حاجة مهمة جداً..
-ايه هى؟
-أننا لسه مبتديناش عشان ننتهي..مدلها إيده من غير حتى ما يرمش..

-عمرو الزيدي..34 سنة..صاحب شركة سياحة..مطلق ولا أعول..
-نورهان فاروق..25 سنة..ليسانس حقوق..أنسة لا تعول..
يا أنسة نورهان..ممكن اعزمك على فنجان قهوة؟
ممكن على أمريكان كافيه؟
مش هنختلف..أكيد مش هنختلف..

وهما داخلين الكافية مع بعض..كانوا متأكدين أن النهايات السعيدة مبتحصلش في الواقع..بس المؤكد أن البدايات السعيدة هى اللي لسه بتحصل ..وفي البدايات..محدش بيفكر ممكن تكون نهاية القصة إيه..



السبت، 9 أكتوبر 2010

part8:المزيكا مش لازم تبقى مسموعة


الصبح..والدنيا معطره بريحة المطر و البحر..لما صحي مكنتش موجودة جنبه..من غير تفكير طِلع التراس..كان متأكد إنها فيه..كانت واقفه بالتي شيرت الخفيف في برد الصبح ..
-صباح الخير..
-التفتت له وابتسمت بس..
خد من إيديها علبة عصير التفاح الأخضر..
-مكنتش عايزة أوريهولك عشان متتأثرش..
-بيتهيألي التفاح الاخضر بعد كده هيفكرني بأجمل صباح عدى عليا..
-وهى دي -أعزائي المستمعين - إشتغالات الصباح..
ضِحِك..هى ممكن تبقى إشتغاله فعلاً..بس ممكن لو للحظة واحدة تاخديها على إنها حقيقة؟
بصتله من غير ما ترد..بعد دقايق قالتله:

-خامس واحد كان حب من طرف واحد..
-لأ بقى كده كتير إنتي كنتي بتجربي كل الانواع ولا ايه؟
-مسألتش يعني من طرف مين..
-أكيد انتي مادام انتي اللي معتبراه حب..
-آه فعلاً دي حاجة بديهية جداً..بس على العموم أنا بحب التجربة دي جداً..إحنا كنا أصحاب أو تقدر تقول هو كان بيتعامل معايا على اعتبار إنه ولى أمري عشان فرق السن كان كبير..أنا استفدت منه كتير أوي ولولاه مكنتش هبقى أنا  فعلاً..
-يعني ايه؟
-يعني هو صقلني و فهمني الدنيا..وعلمني حاجات كتير وخلاني أكون نظرياتي و فلسفتي الخاصة..إلى جانب أنه كان لطيف جداً و دمه خفيف..
-مش فاهم ايه اللي منعه إنه يحبك؟فرق السن؟
-لأ ..هو كان ليه متطلبات في العلاقة أنا مقدرش أنفذها..
-يعني ايه؟
-يعني هو مالوش في الرسمي حضرتك..
-وإنتي بقى لابد من الرسمي  طبعا زى باقي بنات مصر..
-وإيه العيب في كده؟مش ده اللي المفروض يتعمل.. مش هى الدنيا بتمشي كده؟مش ده نظام الكون
وعلى فكرة مش المصريات بس..كل الجنسيات.. البنات دايما عايزيين الاستقرار.. شكل محدد للعلاقة..إنما السبهلله بتاعة الرجالة المصريين دي هى اللي غير مبررة..
-الرجالة المصريين بس؟
-الرجالة عموماً..عامة هوأنا آه اتعذبت كتير في العلاقة دي و كنت بكره نفسي كمان..بس ده لا يمنع إنه هو لا يزال الوحيد من ضمنهم كلهم اللي علاقتي بيه كويسة وممكن أكلمه في أى وقت أحكي معاه شوية..وهى دي فايدة الحب من طرف واحد..
-بتغريني إني أقنعك تحبيني و بعدين أقولك أنا مبحبكيش ..
-مش هتلحق تعمل كده أصلاً..
سكت ..خمس دقايق كاملين من غير أى كلمة..
-إحنا خلاص هنمشي؟
-الساعة لسه مجتش 11..
-ممكن ننزل بدري شوية عايزة اتمشى على البحر قبل ما نرجع مباشرة..عشان تفضل ريحته فيا فترة اطول..

كان البحر هادي تماماً بعد مطر إمبارح..والرمل المعجون بماية البحر و المطر كان أنعم بكتير من أى وقت
شوية الصمت اللي من غير كلام بس صوت الموج و الهوا اللي بيعدي ..المرة دي كانوا ماشيين جنب بعض..بنفس الخطوة..ونفس الإمتزاج..ونفس طبطبة الموجة على مسامهم..
-السادس بقى كان قصة حب عنيفة..
-وطبعاً قصص الحب العنيفة لازم تفشل..
-تقريباً كده..إحنا أرتبطنا –فعلياً لمدة أسبوعين بالضبط..
-فعليا؟
-أيوه لأن في الحقيقة إحنا كنا إصحاب من قبل كده بكتير..من قبل ما أتخطب حتى..عايزة أقولك إني لما اتخطبت..ولما كنت بركب العربية مع المأسوف عليه خطيبي السابق..و الاقيه بيشغل مزيكا أنا مبقدرش أتنفس وهى شغاله..كنت تلقائيا بفتكر الشخص  ده اللي كنا بنسمع مع بعض فيروز من غير ولا كلمة..بفتكر لما كنا بنكمل كلام بعض..لما كنا بنقرا نفس الكتاب في نفس الوقت..
-كنتي بتفكري في واحد تاني وأنتي مخطوبة..خيانة يعني..عشان كده مستغربتيش فعل الخيانة..
-لأ مكانتش خيانة..كان ندم أني اتسرعت وأتخطبت لمجرد أني مقدرتش أصبر عليه لحد ما يقولي بحبك..
-طب ولما فسختي خطوبتك؟
-لما فسخت رجعت علاقتنا أقوى من أى وقت ليها..بنتكلم 20 ساعة في اليوم..بشوفه كتير جداً..
و لما في الأخر قالي بحبك..كنت هموت من الفرحة..
-طب ما ده جميل..
-لأ مش شرط على فكرة..بعدها بأسبوعين قررنا إحنا الأتنين إننا نرجع أصحاب تاني..
-ليه بقى؟
0علشان أهله مش هيوافقوا عليا..بدون أى أسباب كده..وأنا عشان كنت اجبن من إني أخسره كصديق..وافقت نرجع أصحاب من غير مناقشة..
-ومخسرتيهوش كصديق؟
-خسرته طبعاً..اتجوز بعدها بمباركة أهله على العروسة ..وقطع علاقته بكل الناس..
-أنتي أكيد بتهرجي..
-أهرج ليه..أنا فاكرة بعدها لما رجعنا أصحاب كنا بنتقابل و كان بيحكيلي عن تعبه في التدوير على شقة..و في البحث مع اهله عن عروسة مناسبة.....
مرة بعد ما لاحظ إني اتضايقت فعلاً..قام قاطع الوردة البلاستيك اللي في الفازة اللي محطوطة على الترابيزة في الكافيه وإداهالي..الوردة دي لسه معايا لحد دلوقت..
-غريبة مش انتي اللي كنتي بتقولي نبدل الذكريات الجميلة بحاضر أجمل؟
-لا دي مش ذكريات جميلة..أنا مخلياها عشان تفكرني بغبائي الشديد في اختياراتي الدايمة لأشخاص غير مناسبيين..شبه الورد البلاستيك بالضبط..
ضحكوا..كانت الشمس بدأت تشرق ..و صوت الموج بدأ يعلى اكتر..
-المفروض يعملوا مزيكا للبحر بس..تبقى صوت الموج و الهوا و الطيور..و يعملولها رقصة مخصوصة
-هما مين اللي يعملولها؟
-ابتسمت..يعني دلوقت بتقول هما مين؟
-لأ فعلاً ليه (هما)يعملولها لما إحنا ممكن نعملها حالاً دلوقت..
-حالاً دلوقت؟
-حالاً..دلوقت..
كان بيقولها وهو بياخد إيدها و يدورها حوالين نفسها..عشان يستقبلها بإيديه الأتنين.. أخدها في حضنه جداً و رقصوا على البحر بمزيكته بس..
-لو حد شافنا دلوقت هيقول مجانيين بيرقصوا من غير مزيكا..
-هو شرط المزيكا تبقى مسموعه؟مش ممكن تبقى مزيكا داخلية..إحنا بس اللي سمعينها..وعايزيين نرقص عليها؟
-زمان كانوا بيشغلوا مزيكا على البلاجات و الشباب بيرقصوا باللبس الرسمي..
-ولسه لحد دلوقت بس بلبس رسمي مختلف..
-الأحسن أننا لوحدنا في الرقصة دي..
-أصلاً محدش كان هيعرف يرقُصها معانا..ممكن بعد كده يتعلموها و يرقصوها ..بس إحنا اللي مش هنبقى معاهم..
-هنبقى فين؟
-مش عارف ..بس الأكيد أننا مش هنبقى مبسوطين زى دلوقت..

الجمعة، 8 أكتوبر 2010

part7:كِش مَلِك..




 لمّا رجعوا الشاليه كان شريط فيروز خلص من غير ما يسمعوه..سابته يغير الشريط وراحت تعمل نسكافيه..
لما رجعت كان شغل ام كلثوم..
-أم كلثوم لازم تتسمع بالليل..
-أم كلثوم لازم تتسمع في الدوشة..
-نفسي احضر حفلة لأم كلثوم..
-ربنا يوفقك و تحضري..
-لأ بجد..ممكن على الأقل أقبل بحفلة أم كلثوم الماريونيت اللي بتبقى في ساقية الصاوي..عارفها؟
-أيوم عارفها حضرتها مرة مع جاكلين عشان تحاول تستوعب أغاني ام كلثوم..ومحصلش..
-محدش مش عربي يقدر يستوعب أغاني أم كلثوم..ممكن يستمتع بالمزيكا..ينبهر بالصوت..بس مش هيحسها زى ما إحنا بنحسها..
-إنتي مش ملاحظة إننا لابسين خفيف و الدنيا هتبدأ تبقى برد جداً؟
-مش فارق أوي البرد في الوضع ده مش محسوس بالشكل التقليدي بتاعه..
مفيش غير بطانية واحدة..
-عايز إيه يعني؟
-مش عايز حاجة أنا بحذرك بس..
-لأ متقلقش ولو عايز البطانية خدها..
-أكيد هتندمي وهتيجي على الفجر تعيطي عشان أسمحلك تنامي جنبي..
ضحكت..وناولته المج بتاعه..
خده من إيدها وحطه تاني على الترابيزة
-ممكن نشرب إحنا الأتنين في مج واحد؟
-ممكن جداً..
-أحلى حاجة  التواطؤ الفكري بيننا..يعني واحدة تانية كانت أستغربت من الفكرة..
-البني آدمة الوحيدة اللي زيي..أكيد هتحب اى حاجة فيها أى نوع من الحميمية الإنسانية..إن حد يشاركك الطبق اللي بتاكل منه..الكوباية اللي بتشرب فيها..
-البطانية اللي متغطي بيها..
-خليك كده حاول عشان أكسفك كل شوية..
ضحك..
-ها التالت كان عامل إزاى؟
أنت فضولي جداً على فكرة..
-ىصراحة جداً آه.. أنا حابب أعرف ال 8 مرات..
ممكن نتكلم وإحنا بنلعب شطرنج؟
-ممكن جداً..أبيض ولا اسود؟
-أى حاجة  مش فارق..
-في ناس كتير بتتفائل بالأبيض..
-أنا بحب اللون الأبيض بس مش حكاية تفاؤل..
-أمال حكاية إيه؟
-من غير حكايات بحب اللون ده كده ..هو لازم كل حاجة بحكاية؟
-لا مش لازم..بس البنات غالباً بيحبوا اللون ده عشان فستان الفرح بيبقى لونه أبيض..
-بالنسبة لي الأبيض زى الأسود بالضبط..متطابقين..
-يعني ممكن تلبسي في فرحك فستان لونه أسود؟
-ممكن..وممكن معملش فرح أصلاً..أنا مبحبش الأفراح..
-أنا مش مصدقك..
ضِحْكِت..كانت مركزة في رقعة الشطرنج وهو كمان..
-تالت واحد كانت علاقة على الأنترنت..
-بتهرجي..
-لأ بجد..مش فاكرة بدأت إزاى ولا حبيته امتى بس اللي فكراه إني اتعلقت بيه جداً..
-ومشوفتيهوش؟
-أبداً ..استنيته ست شهور و في اليوم اللي كان مقرر ينزل فيه مصر اتقطعت اخباره..
ضحك ضحك هيستيري
-بتضحك على إيه؟
-على إن لسه في ناس بيتضحك عليها بالعلاقات النتيه دي..
-لأ القصة اعمق من كده..اللي حصل إنه اتغير معايا قبلها بفترة وده لأن البنت اللي كان بيحبها فعليا بقت متاحة..تقريبا كانت مرتبطة و فركشت ..وهو أصلاً كان بيحبني عشان شبهها..هو كان فاكر كده طبعا لأنه عمره ما شافني على الحقيقة..غير بعد الكلام ده بسنة تقريباً..قبل كتب كتابه بيومين شفته بالصدفة بس عرفته على طول..
-و عملتي ايه لما شفتيه؟
-ولا حاجة..أنا منكرش اني اتضايقت جداً من الحركة بتاعة القطع دي..يعني كان ممكن يقولي بكل بساطة ومكنتش هزعل لأنها علاقة مش جدية أصلاً بس الحركة كسرتني أوي..حسيت كأن كرامتي راحت فجأة..بس بعدها لما فكرت فيها عجبتني القصة الرومانسية بتاعتهم أوي..وإنه في الأخر عرف يتجوز البنت اللي بيحبها..وخصوصاً إنها بنت لطيفة جداً فعلاً..وخلاص مبقتش بزعل من القصة دي كلها بالعكس مبسوطة إني كان ليا دور فيها..
-يا سلام على التسامح..
-مش حكاية تسامح أنا زى ما قلتلك باخد الامور ببساطة شوية..
-طب لما شوفتيه بعد كده
-محصلش حاجة اتبسطت أنه خلاص قرب يكمل حلمه ويتجوز البنت اللي بيحبها وقلتله ربنا يتمملكوا بخير..
-المرة دي حسيت أنك طيبة فعلا مش شريرة ولا حاجة..
-يابني مفيش حاجة اسمها طيبة جداً ولا شريرة جداً كلنا فينا من ده ومن ده..ممكن لو كانت العلاقة جدية أكتر من كده كنت بقيت شريرة و دعيت عليهم هما الأتنين..محدش عارف رد فعله في أى موقف هيكون ايه غير لما يعيشه..
-أنا مثلاً لو عرفت إن جاكلين إتجوزت في فرنسا..هتضايق..
-بيتهيألك ..والدليل انك  بقالك مرتين بتقول جاكلين..مش بتقول مراتي..
رفع عينه ليها و فضلوا باصين لبعض..من غير ما ينزل عينه قالها كش ملك..
-مش مهم أنا أصلاً طول عمري غبية في الشطرنج..المفروض أنها لعبة الذكاء..معنى كده أني غبية؟
-لأ طبعاً معناها أن مش من ميولك الألعاب الاستراتيجية انتي أصلاً ملولة جداً باين في تحركات القطع بتاعتك
في تحركات الشطرنج بس؟ده باين في كل بصة من بصات عيني في كل حركة من إيديا..في كل حكاية من ال 8 حكايات..
-بس أنتي ممليتيش مني..
-ممكن عشان عارفة اننا مش هنشوف بعض تاني..
-وممكن عشان أنتي اول مرة تقابلي حكاية مش مملة فعلاً..
-ممكن تجيب البطانية هنا ..إحنا ممكن نتغطى بيها وإحنا قاعدين نتكلم..
-سقعتي صح؟
-أكيد.. أنا حاسه انها هتمطر..
-وهو ده المشهد العظيم..لحظة سقوط البطلة في شِباك البطل..
ضحكت..كانت الدنيا أبتدت تمطر فعلاً..دخلوا جوه و قعدوا على الكنبة الوحيدة اللي موجودة في الشاليه..كانوا متغيطيين تماما بالبطانية..
-أنا عمري ما كنت قريبة من حد كده..
-أنا مكنتش قريب نفسياً لحد كده..
-عينيك زرقا جداً..
-أول مرة تلاحظي؟
-ايوه مبتبانش من بعيد..
-عندك مشكلة مع العيون الزرق؟
-بحس إنهم باردين شوية..بس اللي مطمني مناخيرك..أنا بحب المناخير الطويلة المعقوفة بتاعة اليهود دي
-ياستي ألف شكر..
-لا أنا مش بتريق والله..أنا بحبها فعلاً..
قرب وشه من وشها و بطرف مناخيره اللي هى بتحبها لمس مناخيرها

-الحركة دي عظيمة..
-عظيمة جداً..
سكتوا شوية وبعدين قررت انها لازم تتكلم حالاً..
رابع واحد كانت خطوبة رسمي صالونات طبعاً؟؟
-بتهرجي..انتي تتجوزي صالونات؟
-أيون..بس أنت شايفني أتجوزت يعني ماهي فشلت تماماً طبعاً..
ودي ممكن منتكلمش فيها كتير لأنها كلها عن الأتفاقات والكلام الفارغ ده بس اللي كان مضايقني أوي انه كان له علاقة ببنات كتير جداً..
-طب لما هو له علاقات خطب رسمي ليه؟
-معرفش أهو أى حاجة والسلام..بس أنا مكنتش بغير عليه..مكنتش بحبه أصلاً
-مع إنه ارتباط رسمي بس ممكن منحسبوش أصلاً..
-تصدَق عندَك حق فعلاً..
-تصدقي إني دفيان جداً فعلاً..
ابتسمت..او نقدر نقول عينيها وهى بتغمضها كانت مبتسمة..
الدفا المُغري خلاها تسند راسها على كتفه وتقفل عينيها..لما شم ريحة شعرها..فكر أنه لولا وجودها النهاردة كان أكيد مش هيعرف ينام..
هى كانت نامت فعلاً..بس في الحلم..كان موجود بنفس الابتسامة..و الصوت و الكلام..أول مرة تحلم –تقريباً-في حياتها وهى نايمة مش وهى صاحية..
الحلم والواحد نايم ألطف كتير..أريح كمان كتير..

part6:قصة زغيري كتير


على باب الشاليه فتحت الباب وهو لسه شايلها..نزلها وهو لسه بيتنفس بسرعه..
-على فكرة إنتي أكيد 60 كيلو..
-على فكرة أنت أكيد مبتاكلش كويس..
-على فكرة الكريم كراميل بتاعك ده هو السبب..

وهو بياخد دش جوه كانت هى في التراس اللي على البحر..كان في كاسيت قديم جنبه شرايط.. شغلت أول شريط قابلها..كانت فيروز كالعادة مستنيه اللحظة المناسبة عشان تغني ..
-طلعلها التراس
-قصتنا من غير فيروز دي يبقى ملهاش لازمة..
-قصتنا مرة واحدة..
أيوه إنتي مش حاسه إنك في قصة؟
-أنا عمري ما حسيت إني في قصة ..عارف أول مرة ارتبطت فيها كان بواحد سوري أجنبي برضه يعني..يخرب بيت بقى الرقة و الرومانسية اللي كان فيها..اأهو ده اللي بجد كان عايش في قصة..
-طب ايه اللي حصل؟
-اللي حصل إني محبيتوش فعلا كان بس عاجبني جو الورد و الهدايا اللي بفتح باب الشقه الاقيها..بس لما رجع بلده قلتله في التليفون إني مش بحبه..
-كسرتي قلبه يعني بعد ما سافر..
-أيوه و عارف عمل ايه؟..رجع من سوريا مصر عشان يشوفني بس و يقنعني بالعكس بس مرضيتش أنزل اشوفه و بعتلي على باب البيت خاتم دهب وبوكيه ورد  وأنا ولا اتأثرت..
-أيه القسوة دي؟
-والله مش قسوة بس أنا فعلاًمكنتش بحبه..طب إزاى أضحك عليه وأوافق اتجوزه و أعيشه بعدها في عذاب و بعدين أروح معاه بقى سوريا حيث المزز وأضعف هناك وأخونه؟
-إنتي ممكن تخوني؟
-معرفش أنا عمري ما عملت كده بس كل الاحتمالات موجودة في الحياة..
-أنا عمري ما فكرت في أوبشن الخيانة..
-ممكن أنت كنت مشغول جداً في حياتك لدجة إنك مفكرتش في أوبشنات أصلاً
-يعني إنتي بتشجعي الخيانة؟
-أبداً ..بس مبستغربهاش..بتحصل يعني..
-بالرغم من أن شكلك ملائكي كده بس إنتي شريرة..
-أبداً مش شريرة ولا حاجة..أنا بني آدمة الحياة عندي كلها احتمالات..
وتاني مرة إرتبطتي ايه اللي حصل؟
قَعَدِت على الكنبة الأسطنبولي اللي في التراس..وربَعت
-تاني مرة كان شاب لطيف جداً..طيب جداً..بس إحنا الاتنين كنا بنجرب بقى الأرتباط اللي يدخل في مرحلة النضج شوية..هو مكانش عارف يتصرف صح..وأنا كنت مستعجلة على التصرفات الصح..
-يعني ايه تصرفات صح؟
-يعني إرتباط بقى بكل المشاعر و الغيرة و العاطفة و المشاكل ..يعني أول بوسة وأول مركب في النيل وأول كل حاجة..كنت في أخر سنة في الكلية..
-وطبعاً متفاهمتوش..
-أنا كنت محتاجة أكتر من اللي هو كان بيعمله..اهتمام أكتر و تفاهم اكتر..لاحظ اني كان طلعان عيني في اخر سنة ليا في الجامعة بس هو مكانش متواجد عشاني..
-و سبتيه إزاى؟
-قلتله ناخد بريك علشان أنا مش مبسوطة..وبعدها بكام يوم هو مستناش أخر البريك وكلمني عايز قرار حالاً..
-وبعدين؟
-قلتله أنا قراري إني مش مبسوطة..قالي خلاص ربنا يوفقك في حياتك ومعلش لو كنت عمتلك حاجة تتسبب في تعقيدك ولا حاجة..
ضِحْكِت..مشكلته أنه مفخم الدنيا أوي وأنا بحب اى حاجة تتاخد ببساطة..
-ومتضايقتيش انك كسرتي قلبه كده؟
-فضلت أعيط بعدها أسبوعين بس مش عشان بحبه بس..لا عشان احساسي بالذنب اني ضايقت بني آدم..والشعور ده أتكرر معايا في كل الأرتباطات..
-ليه انتي في كل الاحوال كنتي انتي اللي بتسيبي؟
-أبدأً أنا ربنا خلص مني تقريبا في تالت أرتباط..
-إزاى؟
-لا دي محتاجة مج نسكافيه بقى..
-إنتي عارفه إن مفيش حتى سكر في البيت؟إحنا لازم نروح السوبر ماركت على فكرة..
-إحنا شكلنا هنقضي الليلة هنا..
-لو عندك مشكلة ممكن نمشي حالاً
-لأ..احنا أتفقنا على يوم بحاله..يوم بليلته زى ما الكتاب بيقول...


في السوبر ماركت كانت بتجيب سلة ليها لوحدها عشان تحاسب على حاجتها..خد منها السلة..
-على فكرة مش فارق أوي كده..أحنا أكيد وإحنا ماشيين مش هناخد الحاجات دي معانا..وانتي ضيفتي في الشاليه بتاعي..
-ليه دايماً الرجالة في مصر بتاخد موضوع الحساب ده على عاتقها..
-لأ مش دايماً بس في حاجات مينفعش تتساب يعني..ممكن أبقى أسمحلك تعزميني في يوم تاني..
-يا عزيزي احنا غالباً مش هنتقابل تاني..
-سكت شوية..كان ماسك علبة عصير تفاح أخضر..قالها
- مراتي بتحب النوع ده جداً..
-مراتك السابقة..مش ملاحظ إنك دايماً تتكلم عنها بصيغة الحاضر؟
-إنتي غيرانة بقى..
-ضحكت..لأ طبعاً أغير ليه؟
-على فكرة ممكن تغيري منها مش عيب يعني..واحد معاكي يوم بحاله بيتكلم كل شوية عن واحدة تانية..
-لأ مش دي المشكلة..المشكلة أن كل الفكرة و اليوم ده معمولين عشان تتجاوز الحالة..عشان تبدأ تدرك إنك دلوقت لوحدك..إنك مش متجوز..ومش هتفهم ده غير لما تبطل تقول مراتي..وتقول اسمها او متتكلمش عنها أصلا..مش كل حاجة في الدنيا تفكرك بيها حتى علبة عصير..
-بس كل حاجة في الدنيا بتفكرني بيها فعلاً..
-أنا مش بقولك تشطبها من ذاكرتك..بس تخزنها في مكان جوه القلب..تفتكر الأيام اللطيفة ما بينكوا وتتعامل معاها على إنها ذكرى جميلة راحت خلاص..ممكن يبقى بدل الذكرى حاضر أجمل...
-كان بيمد إيده لعلب بيرة..
-قالتله: ليه؟
-عندك مشكلة إني أشرب بيرة قدامك؟
-آه عندي مشكلة..انا مش عايزة أى حاجة تخليك مغيب في الوقت اللي فاضلنا مع بعض..ممكن تجيب بيريل..من غير ما يرد كانت شالت علب البيرة و خدت بدالها بيريل..
-هو نفس الطعم يعني غالباً..
-غالباً؟ انتي مشربتيش بيرة قبل كده؟
-لأ انا مش مؤمنة بموضوع الكحوليات ده..بعيداً عن أى خلفيات دينية..أنا محبش أسيب نفسي كده من غير ما أتحكم فيها..
-بغض النظر على أن البيرة مش كحوليات فظيعة يعني..بس عامةً..ساعات  الواحد بيبقى محتاج شوية عدم كنترول..
-ليه؟
-مش عارف ..إحساس جديد..مغامرة..
-جايز ..ممكن أنا مبحبش المغامرات..بصتله ..أو مكنتش بحبها...
أبتسم لها ..
-مش خايفة؟
-أنا عمري ما كنت مش خايفة زى النهاردة..

الخميس، 7 أكتوبر 2010

part5:جوه حُضنين..


كان سابقها بخطوتين وهما ماشيين على الرمل بمحاذاة البحر..ماسكة الشبشب بتاعها في إيدها وهو كمان..
-ده معناه إنك بطيئة فعلاً كده ولا حابه تمشي مشى الرومانسية بقى والتأمل..
-لا ده لا ده..أنا بحب أمشي براحة عشان مضربش الموج برجلي كده زى ما أنت بتعمل..
-يعني ايه؟
-يعني أنت كده مبتسمحش للموج أنه يحسسك بيه..ماشي عليه بقوة ومش مهتم أنك بتكسره تحت رجليك..
-ده على إعتبار أنه هيحس بكده..
-ومين قالك أنه مش هيحس بكده..
-إنتي رومانسية فعلاً مش غريب إنك إرتبطتي 8 مرات..
-على فكرة أنا بتكلم جد ..طب بص..
مشيت جنبه وعينيهم على مشط رجلها..
-لما تمشي براحة و مشط رجلك يتغلغل في الموجة كده هتحس إن الرمل و المايه بيمتزجوا مع بعض و ما بينهم مشط رجلك..الأتنين بيطبطبوا عليك ..بيطبطبوا على مسامك والطبطبة دي هتطلع لحد مخك..وهتحس بالصفاء النفسي التام.. جرب..
مشي جنبها براحة و حط مشط رجله على الرمل زيها..
 سِكِت..
-ها عندي حق بس مش عايز تعترف؟
بصلها و قالها:-عندك مليون حق..وبما إنك بتحبي طبطبة البحر كده..

في ثانية كان رامى الشبشب بتاعه بعيد و بدأ يتوغل في المايه
-أنت مجنون هتنزل البحر فعلاً؟
-ايه المانع المفروض انتي كمان تنزلي..
-طب إزاى؟
- مش اتفقنا على الجنون..
-المايه ساقعة؟
-جداً.. بس هتتعودي
-رمت الشبشب هى كمان ونزلت معاه كانت مبسوطة فعلا ًو بترتعش من السقعه بس بتضحك
-أنا بقالي 10 سنين منزلتش البحر..
-ليه؟
-مش لاقيه لها أهمية ممكن املى البانيو بالمايه واقعد فيه..
-مش إنتي اللي كنتي بتتكلمي عن إحساس البحر من شوية..
-أيوه لما ألمسه انما إنه يحضني كده صعبة..
-إنتي بتتكلمي عن البحر ولا عن الرجالة؟
-ماهو الرجالة زى البحر..
-يعني انتي عمرك ما اتحضنتي؟
-لأ..
حضنها فجأة في نص البحر..
قبل حتى ما تفتح شفايفها قال:
-متتكلميش ولا كلمة استمتعي بالموقف بس..بما إنك نزلتي البحر و سمحتيله يحضنك لازم تعرفي بردو يعني ايه حضن من راجل مش شبه البحر أوي..بس بيعرف يحضن البنت اللي معاه كويس..ممكن أحسن كمان من البحر نفسه..
متكلمتش فعلاً..وللحظة حست انها المفروض تفضل كده ..في حضنين جوه بعض..
بعد كتير أوي..محسبتش قد إيه رفعت عينها وقالتله على فكرة إنت هتشيلني لحد ما نوصل الشاليه علشان أنا مش هلمس الرمل وأنا مبلولة..
-انتي كام كيلو؟
59
-لو كنتي 60 مكنتش هشيلك..
-تراهن؟
-أنا متاكد إني هخسر لو راهنت..وأنا مش عايز أخسر.. على الأقل النهاردة..