الثلاثاء، 21 ديسمبر 2010

مفيش اسم في دماغي

في الطريق لحفلة ام كلثوم بتاعة الماريونيت و اللي فضلت سنتين نفسها تروحها مع حد مهم في حياتها..هتروحها الشهر ده لوحدها بعد ما اكتشفت ان مفيش حد هياخدها فجاة من إيدها و يروح معاها الحفلة من غير تحضيرات مسبقة ولا تفكير..مفيش حد هايجي يخطفها و يويديها الحفلة فيستحسن تروح قبل ما الساقية توقفها زى ما كل حاجة جميلة بتنتهي في النهاية..اختارت شهر فبراير عشان فيه عيد ميلادها و دي أحسن حاجة حصلتلها و حصلت للبشرية و تستاهل انها تحتفل بيها..
كانت حفلة النهاردة اغنية بتفكرفي مين أغنيتها المفضلة للست..اتبسطت فعلاً..
ركبت بدري و راحت الزمالك ..وصلت بدري ساعة فقررت تتمشى شوية..
الزمالك فيها كل حاجة بتحبها..فيها سيلانترو..و مكتبة ديوان..و مكتبة سمير و علي..و كليتها اللي مبتحبهاش اوي بس اهو كانت برضه أيام لطيفة فيها..و فيها كورنيش أبو الفدا..وكوك دور اللي وقعت فيه مرة على وشها و الناس قعدت تضحك عليها..ضحكت..
راحت على أبو الفدا عشان تتمشى على النيل..لوحدها آه و الدنيا ساكتة شوية في الزمالك و في الشتا..بس مكنتش مهتمة..كانت مبسوطة انها أخيراً قررت و هتعمل حاجة نفسها فيها لوحدها..مش شرط أن حد تاني يعملهالها..من دلوقت هتبطل تاخد كتيبات الإيفنتس من سلانترو عشان تقعد طول الشهر تتحسر على حفلة ام كلثوم اللي مراحتهاش..هتروح عادي تشرب قهوة امريكاني لوحدها و تمشي..
بس لما فكرت شوية..اكتشفت أن بمرواحها الحفلة دي فهى دلوقت كده خلاص..مش هيبقى عندها حلم فانتازي تقوله لنفسها لما تفكر هى لسه عايشة ليه..
كانت وصلت لتمثال ام كلثوم اللي قدام فندقها..بصتلها..وحست بالقهر..دخلت سيلانترو اللي جنب الفندق..و خدت كتيب الإيفنتس..وعلِمت على حفلة أم كلثوم..و حطته في الشنطة..و روحت على البيت..

الأربعاء، 8 ديسمبر 2010

الروح الرابعة..خاينة...

في كل بداية حُب..كانت بتيجي صورتك قدامي..بركب ملامحك على الشخص اللي قدامي..بركب صوتك ومناخيرك اللي بحبها..بركب حتى حزنك الدائم و نظرة القرف اللي بتبص بيها للدنيا..بقتنع ان ده أنتَ و بحبُه..بحبك بحبُه..وبقول دي مش خيانة..ما أنت مش موجود فعلاً.. بس كنت عارفه إني بكدب
أنا خاينة في البدايات..
لما كنت بغلط وبقول أسمك بدل اسمه..اسمهم..اساميهن..كنت بغير الموضوع و محدش بياخد باله..بس أنا باخد بالي و عشان كده اتعلمت محبش حد مش على اسمك أو من مشتقاته..
أنا خاينة في الاسم..
وفي النهايات..لما بوصل للحظة الفراق المتوقعة..بكرهك في كرهه..وبفتكر لحظة فراقك أنتَ و بعيشها تاني بكل التفاصيل..برنة صوتك وأنتَ بتقول مش هينفع..وبضحكتي المش حقيقية وأنا بقولك خلاص إحنا أصحاب أولاً و أخيراً..وبفتكرك بشكل موجع و ببقى خاينة..
أنا خاينة في الفراق..
بعدكَ مبقتش احب حد من نفس البلد..عشان تفضل الشوارع عزيزة بأثرك إنت فيها..و كراسي الكافيهات..و كراسي المحطة وإحنا مستنيين القطر..وكراسي المكتبات..تفضل فيها روحك اللي سكنت فيها مرة وأنت ماسك إيدي-وأنت بتقولي بحبِك..وأنت بتبتسملي لما بضحك..
أنا خاينة في المكان..
شهر 12 اللي فيه حصل فراقنا..بفارق فيه كل شخص تاني ..عشان مينفعش حد يبقى بعدك..لأنك متجدد..بعرفك كل شهر 9 و بسيبك كل شهر 12..
أنا خاينة بالزمان..
الأكل اللي بتحبُه..بَحِبُه..و شُربك..بشربه..و مزيكتك..بسمعها.
أنا خاينة بالأكل و بالشرب و بالسمع..
عارفه إنك بتتفرج حالاً على فوكس سيريس..فبتفرج..و بتخيل إننا بنتفرج مع بعض في وقت واحد..
أنا خاينة بالشوف..
 ساعات بفكر..أنا فعلاً بحب كل الحاجات اللي في حياتي..ولا بحبك فيها.؟
أنا موجودة في وجودك..ودلوقت بعد ما اختفيت أنا في طريقي للاختفاء..
الحاجة الوحيدة اللي موجودة فيا هى خيانتي..وأنا اكتفيت من كوني خاينة..
عشان كده..مش هخونك مع أى حد حتى لو اسمه على اسمك بالضبط..حتى لو بياكل بيتزا و بيشرب القهوة مضبوطة و بيسمع فيروز طول النهار..
مش قادرة أخونك أكتر من كده..حتى لو ده معناه اختفاء الباقي مني..أنا مش خاينة للأبد..


الأحد، 5 ديسمبر 2010

الروح التالتة:جبانة

لما قالها عارفه أيه أحسن حاجة فيكي؟ إنك جبانة عمرك ما هتجيلك القدرة إنك تسيبيني لأنك جبانة في الحب..سكتت شوية و فكرت تثبت عكس كده..وتقوله إنها مش مبسوطة..وإنها تستاهل حد يهتم بشكل أكبر من كده..بس هزت راسها و ابتسمت..ليلتها في بيتها بالليل فكرت كتير أوي في كلمته..زىّ ما تكون أدركتها فجأة..مكنتش تعرف إنها جبانة..كانت فاكرة أن ده تشبث و حب و تحمُل للراجل اللي بتحبه و اللي عايزة تعيش حياتها معاه..تستحمل إنه ميكلمهاش في التليفون..إنه ميجيش يشوفها..إنه يفضل إنه يروح حفلات مع أصحابه أو السينما مثلاً على إنه يجي يشوفها أو حتى يستناها لما تسافر مخصوص عشان تشوفه..
قامت و جابت ورقة و قلم و قررت تكتب مميزاته و عيوبه..بعد ما خلصت أكتشتفت إن العيوب تلاتشر و المميزات خمسة..بس رجعت فكرت بأن اللي بتحب فعلياً مبتبصش لأى عيوب و العيوب دي في عينيها مميزات..قطعت الورقه و نامت
تاني يوم كان خارج مع أصحابه..متصور مع البنت اللي بيقول انها صاحبته أوي وإنها المفروض متغيرش منها عشان لو غارت -لمجرد انه مش بيبطل يتكلم عنها معاها هى شخصياً طول الوقت في التليفون- تبقى هى كده نكدية و مش فهماه و الاحسن أننا نسيب بعض..
بصت للبنت اللي بيقول انها مش مناسباه ..مش متفقه مع طباعه كراجل شرقي بيحب البنت اللي مش بتشتغل و مش عندها أصحاب كتير و مش بتلبس شورت على البحر..طب هى إزاى صاحبتك و بتحترمها مع كل ده؟..
طلعت ورقة و قلم تاني..كتبت المميزات و العيوب تاني لقت أن العيوب بقوا 15 و المميزات لسه خمسة..و في الاخر قطعت الورقة تاني و رمت القلم في الزباله و لامت نفسها على أنها بتفكر بيه بالطريقة الغير مخلصة دي..استنت لحد الفجر ما آدن ومتصلش..دعتله ان ربنا يكون في عونه لأنه بيتعب جداً في الشغل لدرجة ان مفيش وقت يتصل بيها دقيقة..ياترى مش بيروح الحمام طول الوقت ده؟ مش بياكل؟ ياعيني..
نامت و صحيت الصبح ..اتصل بيها كانت هتطير من الفرحة..اتكلم عن صاحبته خمس دقايق و عن الشغل عشر دقايق..قالتله انها تعبانة النهاردة..الظاهر دور برد..قالها أنا داخل على إشارة هكلمك لما أوصل..
بعد ما اتعشت أتأكدت ان الموبايل مش سايلنت..عملته فايبريشن عشان تسمعه بس الموبايل مرنش..
قالت لنفسها إن اكيد في حاجة غلط في الموبايل لازم أوديه يتصلح بكرة..
الصبح موديتوش يتصلح..أصحابها كلموها عشان يقولولها سلامتك و الموبايل بيرن عادي..دخلت اون لاين لقته موجود..قالتله متصلتش؟
قالها أنه مش ناقص نكد..قالتله أنا أسفة كمل شغل..قالها اهو أسلوبك ده اللي بيضايقني إنك بتحسسيني انك بتعملي اى حاجة عشان ترضيني..قالتله هو ده غلط؟قالها أيوه لأنه بيحسسني كأني بعذبك ولا بغلط فيكي وأنا مش بغلط فيكي..قالتله طيب معلش
قالها لأ انا تعبت و زهقت..فضلت ساكتة دقيقتين..قالتله أنت بتنهي علاقتك بيا؟ بعد صمت 5 دقايق كانت هتعيط فيهم قالها لأ أنا عايزك بس انتي بتضايقيني و العلاقات طويلة المسافات دي صعبة جدا بالنسبة لي..انا عايز لما حتى اكلمك في التليفون أبقى حاسس إنك موجودة ممكن أشوفك وقت ما أحب..قالتله أنا بقاتل و بكافح عشان أتغير و نفضل مع بعض بس أنت بتزهق..قالها أيوه ومنكرش ده..
لأول مرة في التاريخ تحس انها فعلاً جبانة ..إيديها و هى بتكتب خلاص ممكن ناخد بريك عشان متضايقش نفسك كده كانت بتترعش..مقدرتش تكتب أنه:خلاص أنا كمان زهقت من كتر الجبن..ولما قفلت وقامت تنام..قالت لنفسها بعد البريك ما يخلص لو رجع يكلمني هقوله إني مبقتش بحبه ..صحيت على صوت آدان الفجر وهى عينيها نص مغمضة دعت ان ربنا يكون في عونه ويكرمه في شغله الكتير اللي مبيخلصش أبداً..ويبسطه في الأفلام اللي بيحب يتفرج عليها..ويخلي له أصحابه و خصوصاً صاحبته اللي مينفعش يتجوزها عشان بتلبس هوت شورت..بس مينفعش أغير منها عشان دي صاحبته وأكتر حد قريب له في الحياة..

الأحد، 28 نوفمبر 2010

الروح التانية:متأخرة

لما كنت بقول:على فكرة مايكل دوجلاس أكبر من كاترين زيتا جونز بخمسة و عشرين سنة..كان بيضحك و مبيردش...
فاكرة اليوم..كنت معدية بسرعة رهيبة -لأني كالعادة متأخرة على مليون ميعاد- قدام المحل اللي عمري ما دخلته قبل كده..النضارة الشمس اللي انا لبساها دلوقت دي كانت بتلمع في فاترينة العرض زى ما بيحصل في أفلام الكارتون..وقفت طبعاً..ومن غير تردد دخلت المحل ده علشان اشتريها..
كنت طالعه منه لما شفته داخل في وشي..ابتسمت و قلتله ازيك يا دكتور؟فاكرني.؟
-طبعاً فاكرك..يا عزيزتي انتي موجودة بكثرة اليومين دول..
-بصراحة آه أنا حاسه ان حضرتك هتمضيني على اقرار اني افضل بعيدة 300 متر مثلاً ولا حاجة
-لأ ممكن 200 متر بس..
-هو حضرتك هتشتري نضارة؟
-لأ هشتري كرافت أنا مش بحب النضارات الشمس..
-ولا أنا
-امال ايه اللي في ايدك دي؟
-دي؟؟دي هدية لواحدة صاحبتي..
-ما تيجي تختاري معايا ممكن احتاج للذوق الأنثوي في الاختيار أنا فاشل تماماً في الحاجات دي..
-هى المدام مش مع حضرتك؟
-لأ هى مسافرة..المصيف بقى مع الولاد..انا ورايا شغل يعني شوية و هسافرلهم..
-طيب معنديش مانع اختار..
في المحل الشرير بقى..كان في مليون كرافت موجودين..تقريباً عشان يخلونا نقعد وقت طويل نختار..عجبتني كرافت لونه أزرق ..
-بص يا دكتور الأزرق في النهاية هو اللي بيكسب..
-اللون الأزرق لون لطيف جداً و كمان أنا صدعت من الالوان..
واحنا طالعين قالي على فكرة ممكن تلبسي النضارة أنا عارف انها بتاعتك..
والله كنت متأكدة انك هتعرف يا دوك..
مش شرط علشان انا مش بحب النضارات انك متلبسيش نضارة
-ومش شرط عشان انا بحب اللون الأزرق يبقى هو اللون المناسب
-الأزرق هو اللون المناسب علشان انتي بتحبيه..
ايه الفرق؟
الفرق بالنسبة ليا انا مش بشكل عام يا عزيزتي..
سبع صُدف فاتوا..كنت ماشية في الشارع بالنضارة الشمس الجديدة..المرة دي كنت عارفه اني هقابله لأنه بيجيب عيش من عند الراجل ده في نفس الوقت كل يوم..
-دي صدفة برضه؟
-طبعاً..حضرتك متخيل اني متعقبة بقى و سايكك زى الأفلام الامريكاني كده؟
-مستبعدش..
-بصراحة متستبعدش بس المرة دي الأمر هام...
-ايه بقى..
-حضرتك عارف ان مايكل دوجلاس اكبر من كاترين زيتا جونز بخمسة و عشرين سنة؟
-أيوه بس لما قابلها مكانش متجوز..
-أنا من مشجعي الزواج التاني
-انتي بتفكريني..بروحك السابقة ..كانت موجودة زيك كده في كل حتة..وكنت بحبها جداً..وبالرغم اني مكنتش اكبر منها بخمسة و عشرين سنة..ومكنتش متجوز..مفيش حاجة حصلت..النهايات السعيدة موجودة في الأفلام..
-النهايات السعيدة موجودة في الواقع..بس الأفلام هى اللي خلت الناس متخيليين العكس..المفروض النهايات تبقى دايماً مش سعيدة في الأفلام علشان ترجع للناس الإيمان بوجود السعادة في الواقع..
-ممكن تبقى السعادة في الصدف اللي بشوفك فيها...
-أنا مجبرة اني اكتفي بده دلوقت..بس ده مش هيغير من الامر شىء..مش هيغير ان مايكل دوجلاس أكبر من كاترين زيتا جونز بخمسة و عشرين سنة
في كل صدفة تالية كنت بكرر نفس الجملة..وكان كل مرة يضحك..لو كنا في فيلم كنت هبقى البنت اللي بتحاول تخطف البطل من البطلة..بس إحنا مش في فيلم..الحياة مش فيلم..و للتخلص من سطوة الافلام على عقول الناس في الواقع..قررت أن في حكايتي أنا..البطلة بتحاول تسترد البطل لانها أحق من واحدة كانت كل اللي عملته انها موجودة في زمن ووضع مناسب..بدون اى مجهود..انا بعمل مجهود في وضع نهايتي السعيدة..وانا اللي استاهل ابقى البطلة في الحكاية دي..

-

السبت، 20 نوفمبر 2010

الروح الاولى:خيالية


الساعة كانت تلاتة الصبح..أواخر نوفمبر..الخريف زىّ ما بتحبه..خرجت للبلكونة القريبة أوي من أرض الشارع..الناس بمجرد ما بيحسوا بلسعة برد بيستخبوا في بيوتهم..الشارع الفاضي اللي قدامها ده كان من شهر واحد بس بيبقى مليان ناس و عيال بيلعبوا كرة لحد الفجر أو أكتر كمان..شكله وهو فاضي تماماً كده يفرح..علشان الحظ الكويس يكمل كان القمر مكتمل..قدامها بالضبط..يعني لو صورنا المشهد من ورا القمر و من بعيد شوية..كان هيبان مكان راسها بالضبط..قمر طالعله جسم ..عجبتها الفكرة..رفعت عينيها للسما و همست:لو في مخلوقات فضائية سمعاني و بتراقبني دلوقت ياريت تاخدولي صورة من ورا القمر..حطت سماعات التليفون في ودانها و شغلت ال mp3 ..كانت بتحرك راسها مع الإيقاع..وبعدين كتفها..إيديها..مشط رجليها..بصت على الشارع علشان تتأكد أن محدش شايفها..عينيها خبطت في ولد شعره منكوش شوية..لابس تي شيرت أصفر و جينز..وقاعد على الرصيف اللي قدامها في الزاوية بالضبط..كان مديها ضهره و بيشخبط على الحيطة بطباشيرة فمشفهاش..فكرت في إحتمالات نزول ولد الشارع لمجرد انه يقعد على الرصيف الساعة تلاتة الصبح يشخبط على الحيطان...متشرد؟ممكن شعره منكوش شوية..ولا أبوه طرده من البيت علشان رجع متاخر؟ ممكن بيذاكر و معندهمش كهربا في بيتهم؟وبعدين افتكرت ان ده كان بيحصل بس قبل ما ييبنوا السد العالي... و أكيد مش بيذاكر على الحيطة..ممكن يكون هو المخلوق الفضائي اللي بيراقبها..؟كانت عايزاه يرفع راسه ليها علشان تشوف ملامحه..حركت إيديها لفوق..اتحركت بصوت عالي في البلكونة..فضلت تخرفش في البصل المتعلق في البلكونة..وفي الاخر بسبستله فعلاً..بست..بست..بس مبصش..فكرت أنه ممكن يكون شبح..في ولد مات في الشارع اللي قدامها ده من اسبوع..برقت و رجعت لورا..وبعدين عجبتها الفكرة فصممت تخليه يبصلها أكتر..شالت السماعات من الموبايل و علت الفوليام على الأخر..ساعتها رفع عينيه فعلاً..ابتسمت..رجعت تتحرك مع الإيقاع وهى واقفه مكانها..هو بدأ يحرك راسه مع الإيقاع..وبعدين كتفه..إيديه..مشط رجله..لما الأغنية خلصت فضلوا واقفين بيبصوا لبعض و هما مبتسمين..ساعتها وصلت العربية اللي كان مستنيها فيها أصحابه..بصلها ورفع إيديه لفوق..عملتله باى..وركب و مشي..الصبح و هى نازلة رايحة المدرسة..عدت من جنب الرصيف اللي كان قاعد عليه..لقت على الحيطة رسمة لبنت راسها مستخبيه ورا قمر حاطط في ودنه سماعات في سما النجوم فيها عبارة عن مزيكا..

الجمعة، 12 نوفمبر 2010

الحكاية الأخيرة:قهوة فرنساوي

في فرنسا..تمشي في الشارع كأنك سامع مزيكا مستمرة في ودنك..عارف أديث بياف؟دي زى فيروز كده بالنسبة لنا هناك..صوتها منتشر في كل الاماكن ولو تفتكر تقدر تتخيل معايا كده أغنية الحياة وردة بلحنها المميز في ودنك وانت ماشي معايا في شوارع باريس...تخيلت...نبدأ جولتنا..
بيقولوا أن اسم فرنسا جه من كلمة فرنكيا ودي قبيلة جرمانية احتلت المنطقة بعد سقوط الامبراطورية الرومانية..نبدأ بشارع الشانزلزيه علشان انا عارفه إنك هتموت وتروحه.أاكبر شارع في فرنسا..كله متاجر و محلات ماركات عالمية طبعاً تقدر تتخيل شارع عباس العقاد بس على أضخم وأنضف بكتيييير..الرصيف كله كافيهات ومطاعم..نقدر نتغدى دلوقت في مطعم بيتزا بينو..وبعدين نروح مقهى الكارديدور نشرب القهوة الفرنساوي هناك..بعد القهوة نروح عند قوس  النصرarc de triomphe ..هو أصلاً في اول شارع الشانزلزيه..تعالى نطلع فوق..تقدر تشوف الشارع كله من فوق بقى دلوقت..عايز تصورني..ياريت..
نجري بقى نلحق برج إيفل Eiffel Tower لأنه بيقفل بدري..أنا بفكر نطلع بالسلم..بهزر طبعاً..ناخد الأسانسير و نطلع فوق البرج نتفرج على باريس..تحفة مش كده؟
نبقى نيجي تاني بالليل قبل ما يقفل هو بيقفل الساعه 12 عشان نشوفه وهو منور كله..و نرقص قدامه كمان..بتضحك؟ على فكرة كل الناس بتعمل كده ..نرجع بقى لساحة الكونكورد عشان نروح اللوفر..طبعاً انت نفسك تروح اللوفر..بس عارف هناك لما وقفت قدام الموناليزا..حسيت ان صورها في المجلات احلى مش عارفه ليه آه والله..بس متقولش لحد عشان ميفتكرونيش جاهلة فنياً..بيقولوا أن قبو اللوفر فيه تحف أجمل من اللي معروضه..وأنا مصدقه الكلام ده..
 نطلع على قوس الدفاع الديفانصGrande Arche de la Défense وده قدام قوس النصر بالضبط بس من بعيد شوية ..نروح بقى لبناية المونمارت ودي اكبر بناية في باريس فيها مطعم بيطل على باريس كلها بس دي غالي شوية علينا..خلينا نتمشى شوية على نهر السين و ممكن نتعشى على اى مطعم عايم في السفن اللي فيه..
تاني يوم بقى نطلع على ديزني لاند..ممكن ناخد القطر لانها بعيده 25 كيلو عن باريس ودي اكبر مدينة ملاهي في العالم..نرقص مع دونالد داك و بندق على فكرة دي مش بس مدينة ملاهي دي فيها فنادق و مطاعم زى مطعم بلانيت هوليوود..و حدائق كمان لو داخل على الملاهي تعالى نقطع تذاكر من الفاست باس ونلعب شوية..
ممكن تالت يوم ناخد لفة في الجناين في باريس هما كتير بس ممكن نروح الأول حديقة جاردان دو شام دو مار  Jardin du Champ de Mars وبعدين غابة بولوني Bois de Boulogne ودي كبيرة جدا و في وسطها بحيرات وبعدين نروح بارك دي مينسو Parc de Moncesu ودي بقى اجمل جنينة انا بحبها أكتر واحدة وقريبة من الشانزلزيه..
وحشتك القهوة الفرنساوي..نرجع تاني لأى كافيه هناك نشرب قهوة و بعدها ممكن نقف قدام الرسامين اللي في الشارع يرسمونا بورتريه..ممكن انت برضه تبقى ترسمهم وهما بيرسمونا..
- هو انتي قعدتي في باريس كام سنة؟
-أنا أصلاً عمري ما رحت فرنسا..
-!!!
-على فكرة ده حلمك انت اللي مش منطقي فعيشه بقى لأخره..عجبتك القهوة الفرنساوي؟
-جداً
-المرة اللي جايه إسبرسو إيطالي
صوت ضحكات






البوست كُتب بمساعدة من العزيزة فاطمة شبشوب نظراً لأنها عاشت في باريس كتير

الخميس، 11 نوفمبر 2010

الحكاية الخامسة:نسكافية باللبن

أسوأ حاجة في النسكافيه اللي باللبن إني بحب أشربه بلبن طبيعي لا بلبن نيدو ولا بكريمر..بطلع اللبن من التلاجة..أحطه على البوتجاز..واللبن بياخد وقت طويل أوي علشان يغلي..و الكل عارف قد ايه سطح اللبن وهو بيحاول جاهداً انه يغلي..بيخلي الواحد يتأمل في الحياة بشكل مثير للدهشة..
اللي خلاني أشرب نسكافيه أصلاً المزاج السىء اللي أنا فيه النهاردة..(أم برج الدلو)..أنا عادة بشرب نسكافيه بلاك و القافلة بتسير..بس المزاج السىء بيترتب عليه حَنتَفه شديدة في كل اللي بعمله..يعني أحياناً بعمل لنفسي أكله محترمه..و أنضف الشقة..وآخد دش و أولع عود بخور..و أحط بقى الشوكة و السكينة و المنديل الأبيض..و كاس مايه علشان انا مبشربش أى حاجة (ساقعة)تانية..و لا مانع من شوية شمع..أو مثلاً برضه بشغل مزيكا..اوطي النور..و أفضل أدور في إنديكس الموبايل على أى حد أكلمه..وغالباً مبلاقيش..
المرة دي أخترت اعمل مج نسكافيه باللبن زىّ ما الكتاب بيقول..حضرت مج برتقاني لسه شرياه(بس برضه مش زىّ المج القديم الله يرحمه) حطيت معلقتين سكر..قررت اضربه كمان بمضرب النسكافيه الصغير ده..و باللبن الطبيعي مش الكريمر ولا لبن نيدو..
المود السىء مع لبن بيغلي..فكرت أول حاجة في الماضي(كالعادة يعني) مش عارفه ليه افتكرت لما كانت جدتي الله يرحمها بتجيب الفراخ و تدبحها في البيت..كانت عادة بتلاقي بيضة بقشرها جوه الفرخة..و بعدين شوية بيض من غير قشر..مختلف الأحجام..و كان في حاجة أسمها عنقود البيض اللي بيبقى لسه مش مكتمل و بيبقى ماسك في بعضه بكذا حجم لحد بيض صغير جداً..وكانت تيتة بتسلقه وتخليني أكله قبل ميعاد الغدا على اعتبار اني طفلة و محتاجة تغذية..
هو عنقود البيض ده راح فين؟ هى الفراخ مبقتش تبيض.؟بقت بتولد مثلاً؟
أكتشفت إني بقالي خمس دقايق مثلاً بتكلم عن البيض فاتأكدت إني فعلا في مزاج سىء..
أن الواحد يبقى في المرتبة التانية من أى حاجة ده شىء مؤلم فعلاً..لما تبقى عارف مثلاً إنك في تاني أوليات الشخص اللي بتحبه..قبلك في الشغل..أو الأصحاب..وأحياناً بتبقى في تاني مرتبة بعد متعتُه هو الشخصية..يعني هو يتبسط و بعدين يبقى يشوفك بقى أخبارك ايه..
إنك برضه تبقى تاني واحد بالنسبة لصاحبك أو صاحبتك الانتيم..يعني أنا عندي صاحبة انتيم هى أول صاحبة ليا..بس انا بالنسبة ليها تاني صاحبة..أو تالت صاحبه كمان..
أكيد كنت الأولى عند ناس..واحد منهم خطب..و التانية اتجوزت..والتالت رجع (غزه) بلده..
وأنا وقتها اكتشفت أن الوقت عدى فعلاً..وقت إنشاء علاقات صداقة متينة عدى عليها زمن..اكتشفت ده لأني عرفت إني مبقدرش أطلب حاجة من حد..لأنه مش صاحبي أوي..مبقدرش أحكي كل حاجة لحد..علشان عندي أحساس بإني هزعجه بشكل أو بأخر..اكتشفت اني فضلت فترة طويلة معتبره اخواتي هما اصحابي الأنتيم بس لحد لما اختي اتجوزت و سافرت فكرت في احتماليه سفر اختي التانية..ساعتها هبقى وحيدة فعلاً تماماً..
النهاردة اكتشفت إني لما ببقى خايفة..ببقى واحدة تانية..ببقى حد ممل..سرعة البديهة بتختفي..كوني ذكية ده شىء بيروح تماماً..أنا عارفه أن شكلي حلو..بس لما ببقى خايفه ببقى أقبح واحدة ممكن وجودها على كوكب الأرض..
ميكانيزم الدفاع بيشتغل..وبعامل الناس بشكل هجومي..في محاولة لأثبات إني مش محتاجة حاجة من حد..وبقرر اني مش ههتم تاني بحد مش حاططني في اولوياته..
احتمالات الوجيعة فوق حدود الاحتمال..ولأني مش قادرة أتحمل قررت أكتب ده هنا..في اكتر مكان مقدس بالنسبة لي
انا مش معتبره البوست ده جزء من سلسلة الحكايات..ولأني مش معتبراه من ضمنهم فأنا قررت مشربش مج النسكافية اللي باللبن..وإني ولأول مرة من أيام ما جدتي اتوفت يعني من 15 سنة...لأني حاسه بإحساس عدم الحماية اللي كنت بحسه وأنا عيلة..ولأني محتاجة بشكل أو بأخر لأني احسس نفسي بالأهتمام .هصب لنفسي كوباية لبن..و هضرب فيه بيضتين نييين وهشربه..لأني طفلة محتاجة تتغذى كويس..من غير ما تستنى من أى حد إنه يفتكر ده..


*الجملة اللي تحتيها سطر لأحمد ندا
اللوحة لفريدا كالو

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

الحكاية الرابعة:قهوة زيادة

لو سمحتي يا آنسة هو ده كرسي 36؟
كانت مغمضة عينها لما سمعت صوته بس عرفت إنه بيوجهلها هى الكلام..كان ممكن تتجاهله و تكمل نوم زىّ ما بتعمل غالباً ..بس صوته المرتبك خلاها تعرف إنه مش متعود على ركوب القطر..فتحت عينها..لقته ماسك التذكرة في إيده و بيدور على رقم الكرسي المكتوب بخط مش باين.. قالتله أيوه ده كرسي 36 ..قعد جنبها وهو بيقول متشكر..قالتله على فكرة أنت كرسيك هو اللي جنب الشباك وأنا كرسي الممر لو حابب ممكن تيجي مكاني..
-لأ مش مشكلة خليكي زىّ ما أنتي..
-أنا معنديش مشكلة برضه أصلاً-ووطت صوتها-الكرسي بتاع الممر أحسن..أصل القطر ده فيه صراصير..
_فعلاً.؟
-أيوه بيمشوا على الشبابيك  ..هما على فكرة بيرشوا القطر بالبودرة بتاعة الصراصير..بس الصراصير جوه المحركات و بين العجل ..في كل حتة..
-لو بتقوليلي كده عشان مقعدش على الكرسي أنا فعلاً مش هقعد..
-لأ على فكرة مبقولكش كده عشان كده..أنا غلطانة أصلاً إني مقعدتش على كرسي الممر بدل الصراصير اللي جنبي دي..
-عايزة تبدلي؟
-لأ خلاص بقى ..
سكتوا ..كان القطر بدأ يتحرك..وهى ديرت وشها للشباك..كان هو طلع كشكول بيكتب فيه..بصتله و حاولت تقرا هو بيكتب إيه بس معرفتش..
-أنت تعرف أن الصراصير موجودة من 250 مليون سنة..وأن غالباً الإنسان هينقرض وهى هتفضل موجودة..دول لاقوا صراصير جوه المفاعلات النووية..
-هو أنتي ليه بتحبي تتكلمي عن الصراصير؟
-هو أنت بتكتب إيه؟
-هو أنتي مجنونة؟
-أحياناً..على فكرة أنا مبتكلمش مع حد في القطر أبداً..
-طب ما تتكلميش..
-تصدق أنا غلطانة فعلاً..غمضت عينها و هى باصه ناحيته ونامت..هى كانت متعودة على النوم في القطر لدرجة إنها لما كانت بتشوف أى كرسي أزق بتنام فوراً..
-هو كان مركز جداً في اللي بيعمله بعد عشر دقايق قطع الورقه من الكشكول وحطها في الشبكة اللي قدام كرسيها و غمض عينيه..
متعرفش ايه اللي خلاها تفتح عينيها و تبص قدامها..مدت إيديها للورقه و مسكتها و هى مبتسمة..لما بصتله لقته مفتح عينيه و باصصلها..
أنت كنت بترسمني..؟
أيوه..
حلوة أوي..لازم اعزمك على قهوة عشان الرسمة دي..
لما عربية البوفيه عدت طلبت من غير ما تسأله اتنين قهوة زيادة..
قالها افرضي أنا بشربها سادة مثلاً؟
-لأ بتشربها زيادة..
-عرفتي منين؟
أنا ليا خبرة في الموضوع ده..بعرف كل واحد بيشرب القهوة ايه بالضبط..
-بس أنا فعلا بشربها سادة
-يبقى هتشربها من دلوقتي زيادة..
-أنتي نازلة فين؟
طنطا..وأنت؟
-إسكندرية..
طب لو نمت بقى أبقى صحيني عشان أنزل..
-ولو مصحتكيش؟
-هكمل معاك لإسكندرية..
-حصلتلك قبل كده؟
-كتيييييير..
-وكنتي بتعملي ايه؟
-ولا حاجة بنزل أشرب قهوة في ستار بكس و أرجع اخد القطر لطنطا..
-هو أنتي مجنونة؟
-هو أنت متجوز؟
بص للدبلة في إيده..و مردش
-يعني أول مرة أكلم حد في القطر يطلع متجوز؟
-وإيه المشكلة في ده؟إنتي مبتكلميش متجوزين؟
-لأ..
-ليه؟
-عشان محبش حد متجوز..وتبقى مأساة..
-أنتي أى حد بتكلميه بتحبيه؟
-أى حد بكلمه في القطر بحبه..عشان كده مبكلمش حد..
يعني أنتي بتحبيني؟
-مش أنت اللي رسمتني؟
-على فكرة القهوة دي وحشة أوي..
-أيوه قهوة القطر وحشة..
-لأ دي عشان زيادة..
-خليك واثق في كلامي..قهوة القطر وحشة فعلاً..لو شربت معايا قهوة في مكان تاني هتعرف أن القهوة الزيادة طعمها حلو فعلاً..
-ممكن..أنتي بتحبي تقعدي على الكرسي اللي جنب الشباك عشان كده بتحكي للناس حكاية الصراصير دي صح؟
-أيوه..
ابتسم..
على العموم أنا خلاص نازلة وممكن تقعد على كرسيك بقى..
-بالسرعة دي..
-أيوه طنطا المحطة اللي جايه..
مش هتاخدي الرسمة؟
-إوعى تكون كاتبلي رقم تليفونك عليها بقى و حركات المراهقين دي
-لأ مش كاتب حاجة..
-بصت للورقة بخيبة أمل و قالت:فعلاً؟
كان القطر وقف في المحطة..قام عشان تعدي ..لبست شنطتها الكروس و تنت الورقة في ايدها..
-شكراً على الرسمة يا..
-شكراً على القهوة يا..
مشيت ناحية الباب و نزلت..
كانت وصلت للباب بتاع نفس العربية من ورا..فكرت ترجع تركب تاني و تكمل لإسكندرية..كانت بتدخل من الباب فعلا لما خبطت في واحد نازل..
-أنتَ؟
-كان بيمدلها إيده بالمسطرة ال(تي)بتاعتها وهو بيقول انتي نسيتي دي..
-يا مجنون القطر هيمشي..
-فعلاً؟
كان القطر بدأ يمشي..
-ممكن تلحقه ولا أنت بتخاف تنط في القطر وهو ماشي؟
-لأ..أنا بخاف من الصراصير..
ضحكت..
-على فكرة أنا مش متجوز..دي دبلة والدي الله يرحمه..أنا لبستها من ساعة ما مات..
-الله يرحمه..
-يعني إنتي متاكدة أن القهوة الزيادة طعمها حلو؟
-أيوه ومتأكدة إنك هتشربها زيادة بعد كده..
-طب ممكن اردلك العزومة؟
-آه ممكن
-عندكوا كافيهات ولا هنضطر نشربها عندكوا في البيت؟
-نشربها في كافيه الأول و بعدين هتشربها في البيت إن شاء الله..
-أنا بتدبس بكامل قواى العقلية..
-يعني هى هتفرق ؟ما أنتَ كده كده لابس الدبلة..
-تصدقي عندك حق..
-أنا دايماً عندي حق..
-ما أنا عارف..
-بصوا لبعض و ابتسموا..من بعدها لما بقت تنزل في إسكندرية عن قصد..كانت بتلاقيه مستنيها في المحطة عشان ياخدها و يشربوا قهوة في ستار بكس..لأن القهوة اللي بتعملهاله في البيت كانت بتبقى دايماً من غير وش..شبه قهوة القطر كده..بس في الحالتين القهوة كانت بتبقى زيادة..



السبت، 30 أكتوبر 2010

الحكاية التالتة:كابيتشينو

عزيزتي
لسه مش ناسي شكل الشباك القزاز اللي لما كانت الشمس تيجي عليه يبقى لونه متموج ما بين الأزرق و البنفسجي..لمّا قومتك ساعتها و قلتلك تعالي بسرعة اقفي قدامي هنا و ارفعي راسك لفوق..بصينا إحنا الاتنين على الشباك بتاع البيت القديم اللي في حارة خوخة..بعدها بصيتيلي و قلتي أنت إزاى بتشوف الجمال المستخبي وسط كل القبح و الفقر اللي في المكان ده..
يومها انتي مبتطلتيش تتكلمي عن حقوق الفقرا في مصر..وإن مصر من تحت ملهاش أى علاقة بمصر من فوق..وأنا كنت بسمعك وأنا برسم الشباك..ساعتها مرت من قدامنا واحدة بتزغرد..وفرجتنا على شبكة بنتها اللي لسه جايبنها..ملامح الفرحة اللي على وش الست خلتني أقولك..فعلاً مصر من تحت أجمل بكتير من مصر من فوق...
لما جينا نروح قلتيلي إنك حابه تروحي مشي..بالرغم من شنط الأرت باج الضخمة اللي إحنا شايلنها..مشينا من القلعة لحد مترو العتبة..كنتي بتتكلمي عن عبد الناصر وحلمه في العدالة الإجتماعية..وقلتلك أنتي بتحبي تنحازي دايماً للجانب الخاسر..لدرجة إنك بتشجعي الزمالك..
كنت بكلمك عن الروح..وليه لما بنموت الروح(الجزء النقي مننا)هو اللي بيصعد والجسم بيفني..قلتيلي ياترى كل الناس اللي منتشرين حوالينا دول اللي من غير روح لما يموتوا ايه اللي هيحصلهم؟
في المترو قررت أطلع معاكي لمحطة مصر أوصلك..طلبتي مني اخليني وأكمل بس أنا صممت..أول ما دخلنا المحطة قلتيلي تعالى اعزمك على كابيتشينو من ماكينة الكابتشينو اللي على رصيف 4..أنا بحب الكابيتشينو فعلاً انتي عارفة ده..بس أنا يومها كنت متأخر  قلتلك خليها المرة اللي جايه انا يدوب ألحق أروح عشان أنزل تاني..
أنا عارف ان المرة اللي جايه مجتش..وعارف إنك من يومها مبقتيش تجيبي كابتشينو من الماكينة اللي على رصيف 4..سمعتك وأنتي بتقولي الماكينة دي اتحرمت عليا خلاص..
بس عارفة يا نورا..أنا شايفها من منظور تاني..إحنا الدعوة ما بيننا لسه قائمة..والمرة اللي جايه مش شرط تكون قريبة..
الدعوة اللي ما بيننا دي اللي لسه متحققتش هى اللي بتخليني ليا الحق إني أزورك ..أنك تشوفيني وتتكلمي معايا..علشان كده بتصحي من النوم متخيله أن ده حقيقي فعلاً مش حلم..
أنا مبسوط أني كنت متأخر يومها و إني ملحقتش ألبي دعوتك ليا على الكابتشينو..الدعوة اللي أنا متأكد إنها هتتحقق في يوم من الأيام..ومش شرط في نفس العالم ده..ياعزيزتي في عوالم تانية الكابتشينو فيها أحلى بكتير..
عرفتي إزاى بقى بعرف أشوف الجمال وسط كل القبح؟
                                                                                                                              حبي


ملحوظة:مش محتاجة تحرقي الرسايل علشان توصلني..كله بيوصلني..وأكتر كمان..


إلى محمد كريم
6\9\2005

الخميس، 28 أكتوبر 2010

الحكاية التانية:نسكافيه بلاك

هو يوم الخميس دايماً بيبقى كده..كان يومها بدأ بسرقة فلوسها كلها اللي كانت في شنطتها بمجرد ما سابتها على مكتبها دقيقة في الشغل..اتخانقت مع المدير بتاعها خناقة محترمة..و لما نزلت وهى  بتدور على أى فكة متبقية لتاكسي تروح بيه..جاتلها مسج على موبايلها بإن اللي بينا خلاص انتهى..إنتي تستحقي واحد أحسن مني..الجملة المعتادة الحقيرة..أستحق واحد أحسن منك؟ماهو لو كان موجود مكنتش ارتبطت بيك أساساً..
المرارة اللي في زورها من أسلوبه في إنهاء علاقة كانت فاكرة إنها حميمية..عن طريق مسج موبايل من غير حتى ما يكلف خاطره بإتصال..خلتها مبتفكرش في حاجة غير اإنها تاكل تشيز كيك مع مج نسكافيه بلاك في بلكونة شقتها حالاً دلوقت..
عدت الفلوس اللي كانت فاضلة في جيب الشنطة الداخلي..كانوا تسعة جنية ونص..قررت تروح تجيب تشيز كيك من مؤمن ب تمانية ونص و كيسين نسكافيه كلاسيك بجنية و بالنسبة للمرواح هتروح مشي..
في مؤمن فضلت قاعدة بعد ما طلبت الأوردر شوية..المذكور كان بيكره مؤمن مش بيحب يجيبها و يجوا هنا..فكرت عن أسباب و اكتشفت إنه غالباً عشان غالي..
سمعت رقم الأوردر بتاعها فقامت و خدت الكيس الورق اللي عليه شعار مؤمن الجديد..
البيت مش بعيد أوي عامةً البلد اللي بتشتغل فيها و مقيمة فيها لوحدها صغيرة ومش شىء عجيب اإنها تروح مشي..بس مشكلة المشى إنه بيخليها تفكر في الأحداث اللي حصلتلها النهاردة..مش ممكن يكون في حد بالحظ السىء ده على وجه الأرض..ده ولا عقاب الكفرة..
كانت بتفكر تكلم أهلها تطلب منهم فلوس لأخر الشهر..بس فكرت أن أول كلام لأبوها هيبقى سيبي الشغل و ارجعي..أنا مش شايف اى فايدة حصلتلك منه..
هو عنده حق..بس الهروب من زحمة العاصمة..و الناس الكتير..و العلاقات المعقدة لناس ميعرفوش مصطلحات زى مسامحة-تفاهم-إحترام خلتها تهرب لبلد ساحلي صغير..بعيد أوي..الهوا فيه لسه نقي..و السما زرقا..زرقا زىّ ما ربنا خلقها مش رمادي زى اللي في العاصمة..
وصلت شقتها الصغيرة ..شغلت فيروز فوراً..خدت دش..ولعت عود بخور..طلعت البلكونة اللي بتطل على البحر..جهزت الترابيزة الصغيرة و الكرسي الواحد..شغلت البويلر عشان النسكافيه..
مش عارفه ليه الناس بيشربوا نسكافيه باللبن؟النسكافيه البلاك بيتسرب لخلايا مخها فوراً وريحته اللي بتفضل مدة أطول في مناخيرها أحلى كتير من ريحة اللبن اللي بتفكرها بصباح الخير يا مصر..اشمعنى صباح الخير يا مصر؟مش عارفة..هى دي ريحة صباح الخير يا مصر في عقلها..
كانت المايه غليت..فضت الكيسين في المج الكبير..مبتحطش حتى سكر..ولا اى حاجة متخليهاش تدوق طعم النسكافيه بجد وهى بيتخلل كل خليه في جسمها..صبت المايه و ريحة النسكافيه زى ما تكون ضباب لونه نسكافيهي جميل ..عبى الشقه و شالها لحد البلكونة مع الكيس الورق اللي فيه التشيز كيك..نسيت كل اليوم السىء اللي عدى بيها..و قرت انها تستمتع بالجو..و البحر و النسكافيه و التشيز كيك..
لما فتحت الشنطة اكتشفت أن الويتر حطلها تشوكولت كيك بدل التشيز كيك..
فضلت ساكتة شوية..دقيقة..اتنين ..تلاتة..فكرت في مليون فكرة غبية من أول إنها تطوح العلبة من البلكونة لحد إنها تطوح نفسها هى شخصياً من البلكونة..
هبة هوا خلت ريحة النسكافيه بلاك تهب عليها تاني..بهدوء..قامت رمت التشوكلت كيك في الزبالة..رجعت..فردت رجلها على سور البلكونة و سمحت للهوا يلمس كل حتة في جسمها..ولعت سيجارة..و بالإيد التانية مسكت مج النسكافيه..
دلوقت مهما حصل فمش ممكن يحصل أسوأ من كده..
هى دلوقت في منطقة الأمان ..استمتعي..استمتعي بس..

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

الحكاية الأولى:إسبرسو

-ممكن متطلبش إسبرسو لو مبتحبوش يعني مش شرط تطلب زيي..
كانت بتكلمه بسرعة قبل ما الويتر يجي ياخد الأوردر..مردش و طلب أتنين إسبرسو..بعدها بشوية قالها أنا مطلبتش زيك أنا عايز إسبرسو فعلاً...
على الترابيزة كان في موبايله..وسلسلة مفاتيحه....و الفازة الصغيرة البيضا اللي فيها وردة كاوتش لونها سيمون ..قالتله و هى ماسكة بِتِلات الوردة الكاوتش:أنا مش بحب اللون السيمون بس الوردة دي شكلها حلو أوي..
-بس دي وردة صناعي..قالتله وايه المانع إن يبقى شكلها حلو؟على فكرة في ورد طبيعي مش حلو خالص..
كانت دي تاني مرة يقعدوا فيها مع بعض بعد ما قرروا يبقوا أصحاب..قالها بدور على شقة اليومين دول ..موضوع مرهق أوي..
الشقق غالية جداً و السماسرة فظاع بس ده شر لابد منه..
قالتله زى الجواز كده؟
ضحك..كان الجو شتا وقتها..شتا بشكل لطيف من اللي بتحبه ..من اللي المفروض أن مصر مشهورة بيه ..الشتا اللطيف اللي بيحصل تلات أيام بس في السنة ..
قالتله وبالنسبة للعروسة؟مش كان المفروض تدور على شقه بعد ما تلاقي عروسة على الأقل عشان تختارها معاك يعني..حقها..
هز كتفه ومردش..الإسبرسو كان عبارة عن رشفتين بالضبط فمخدش أى وقت..
مسك روايه لا أحد ينام في الاسكندرية اللي كانت واخداها منه تقراها..قالها عجبتك.؟
-لطيفة..
بس أنا تعبت فعلاً من التدوير على شقة..أنا هسيبهم هما في البيت يدوروا بقى..
-كالعادة..
بصلها كتير..كانت مركزة على الوردة الكاوتش السيمون اللي في الفازة البيضا الصغيرة..مد إيده وقطعها من فرعها اللي في الفازة ..
-مادام بتحبيها كده خديها على الأقل مش هتدبل..
لو الويتر شافك هيقتلك..
ضحكوا..
لما وصلها عند البيت نزلت من العربية..رجعت تاني و قالتله ميرسي على الوردة..ابتسم ومشي..
ليلتها كانت الستاتيس بتاعتها على الفيس بوك:يا قلبي-أرجوك -لا تتعب قلبك..
وهو كان كاتب:وحياتك..وحياة عيونك..أنا زعلان..أنا زعلان..

الأحد، 10 أكتوبر 2010

final part:النهاية التانية..



في طريق الرجوع..كانت الدنيا لونها أصفر..الرمل الهايم مع الهوا على الطريق الصحراوي خلى كل الأحلام تصطبغ بالأصفر..
-أنا ليه المرة دي مبحبش اللون الأصفر؟
-إنتي عارفة ليه وأنا كمان عارف..
-السابع بقى كان قصير جداً..ممكن ألخصهالك بكل بساطة في كلمة واحدة..
-إيه هى؟
-حُكم إختلاف الدين ..
-إنتي جربتي كل حاجة فعلاً..
لا في حاجات تانية كتير ..أكتر من كده..بس أنا خدت كل التجارب اللي أنا عيزاها..
-متعرفيش ايه اللي ممكن يحصل بكرة....

-تفتكر ممكن تكون عاصفة إمبارح شالت العين السخنة وبعدتها عن القاهرة كام ألف مليون كيلو؟
-جايز.. الموضوع ده نسبي..علشان كده حتى لو كانت بعدتها كام ألف مليون  كيلو..الأكيد أننا هنوصل قبل ما نحس..عشان إحنا مش عايزيين الوقت يعدي..فيهعدي بشكل أكبر..
-ممكن في يوم يخترعوا آلة لتوقيف أو لإعادة الزمن؟
-ممكن..بس وقتها أحنا مش هنكون هنا..
-مش هنكون مع بعض..
***

الساعة كانت 11 الا دقيقتين لما وصلوا قدام نفس الكافيه..طلعوا درجتين السلم مع بعض..مكانش في كلام ممكن يتقال..بصوا لبعض نظرة ملهاش معنى محدد..من غير ولا كلمة..مسكت شنطتها اللي كان لسه شايلها..و نزلت درجة سلم..قبل ما تلمس الدرجة التانية كان بيقولها:
-إنتي محكيتليش عن التامن..
-ابتسمت..وهى بترجع الدرجة اللي نزلتها..وبتدورله..
-التامن..كانت قصة حب عبارة عن تلات ثواني..بيني وبين شاب ماسك كوباية قهوة ورق من غير غطا..القهوة اللي فيها إتنقلت كاملة بلا نقصان على الشيميز الأبيض بتاعي اللي كان المفروض أروح بيه أنترفيو شركة لشغل أنا مبحبوش..مطلوب عشانه ألبس كعب عالي مبعرفش أمشي فيه..خلى رجلي تتنى و أقع فوقه ..بشنطتي و بفايل ورق الطلاق  بتاعه اللي كان لسه مخلصه في سفارة طليقته الأجنبية..
-وأيه اللي حصل بعد التلات ثواني..
-اللي حصل واللي المفروض أفتكره..أنه أعتذر..ولملم ورقه....ورجع الشقه اللي أجرها بعيد عن كل الدنيا اللي فاتت..عشان يقدر فيها يكتئب براحته..يسكر براحته..يسب ويلعن في الوحدة اللي بيكرهها وبيخاف منها..عشان يخلص عليه اليوم مرمي على بلاط شقة غريبة..حواليه شوية ورق مبعترين دليل على أنه مبيحلمش..وانه فعلاً بعد ما خسر قبل كده حياته كمجنون ..خسر حتى حياته كعاقل ..

-وهى بعد ما شالت شنطتها و رجعت الأنترفيو بقميص عليه بقعة قهوة..كانت سبب أساسي في انها متنجحش ..وإنها ترجع بلدها لشقة فاضية..مفيهاش غير أرواح السجاير المتعلقة في الهوا..وشوية احلام يقظة..بتخليها غايبة عن الوعى لمدة أطول..عشان الوقت يعدي أسرع..بتفكر إنها ممكن المرة اللي جايه تقابل الشخص المناسب..من غير ما تدرك إنها ممكن تكون قابلته فعلاً لمدة 3 ثواني في حياتها..
سكتوا..كانت هتمشي لما وقفها تاني
-تعرفي انهم أخترعوا آلة الزمن؟
-هما مين اللي أخترعوها؟
-إحنا ..انا وأنتي..اخترعناها عشان نرجع لأهم تلات ثواني في حياتنا لأننا نسينا حاجة مهمة جداً..
-ايه هى؟
-أننا لسه مبتديناش عشان ننتهي..مدلها إيده من غير حتى ما يرمش..

-عمرو الزيدي..34 سنة..صاحب شركة سياحة..مطلق ولا أعول..
-نورهان فاروق..25 سنة..ليسانس حقوق..أنسة لا تعول..
يا أنسة نورهان..ممكن اعزمك على فنجان قهوة؟
ممكن على أمريكان كافيه؟
مش هنختلف..أكيد مش هنختلف..

وهما داخلين الكافية مع بعض..كانوا متأكدين أن النهايات السعيدة مبتحصلش في الواقع..بس المؤكد أن البدايات السعيدة هى اللي لسه بتحصل ..وفي البدايات..محدش بيفكر ممكن تكون نهاية القصة إيه..



السبت، 9 أكتوبر 2010

part8:المزيكا مش لازم تبقى مسموعة


الصبح..والدنيا معطره بريحة المطر و البحر..لما صحي مكنتش موجودة جنبه..من غير تفكير طِلع التراس..كان متأكد إنها فيه..كانت واقفه بالتي شيرت الخفيف في برد الصبح ..
-صباح الخير..
-التفتت له وابتسمت بس..
خد من إيديها علبة عصير التفاح الأخضر..
-مكنتش عايزة أوريهولك عشان متتأثرش..
-بيتهيألي التفاح الاخضر بعد كده هيفكرني بأجمل صباح عدى عليا..
-وهى دي -أعزائي المستمعين - إشتغالات الصباح..
ضِحِك..هى ممكن تبقى إشتغاله فعلاً..بس ممكن لو للحظة واحدة تاخديها على إنها حقيقة؟
بصتله من غير ما ترد..بعد دقايق قالتله:

-خامس واحد كان حب من طرف واحد..
-لأ بقى كده كتير إنتي كنتي بتجربي كل الانواع ولا ايه؟
-مسألتش يعني من طرف مين..
-أكيد انتي مادام انتي اللي معتبراه حب..
-آه فعلاً دي حاجة بديهية جداً..بس على العموم أنا بحب التجربة دي جداً..إحنا كنا أصحاب أو تقدر تقول هو كان بيتعامل معايا على اعتبار إنه ولى أمري عشان فرق السن كان كبير..أنا استفدت منه كتير أوي ولولاه مكنتش هبقى أنا  فعلاً..
-يعني ايه؟
-يعني هو صقلني و فهمني الدنيا..وعلمني حاجات كتير وخلاني أكون نظرياتي و فلسفتي الخاصة..إلى جانب أنه كان لطيف جداً و دمه خفيف..
-مش فاهم ايه اللي منعه إنه يحبك؟فرق السن؟
-لأ ..هو كان ليه متطلبات في العلاقة أنا مقدرش أنفذها..
-يعني ايه؟
-يعني هو مالوش في الرسمي حضرتك..
-وإنتي بقى لابد من الرسمي  طبعا زى باقي بنات مصر..
-وإيه العيب في كده؟مش ده اللي المفروض يتعمل.. مش هى الدنيا بتمشي كده؟مش ده نظام الكون
وعلى فكرة مش المصريات بس..كل الجنسيات.. البنات دايما عايزيين الاستقرار.. شكل محدد للعلاقة..إنما السبهلله بتاعة الرجالة المصريين دي هى اللي غير مبررة..
-الرجالة المصريين بس؟
-الرجالة عموماً..عامة هوأنا آه اتعذبت كتير في العلاقة دي و كنت بكره نفسي كمان..بس ده لا يمنع إنه هو لا يزال الوحيد من ضمنهم كلهم اللي علاقتي بيه كويسة وممكن أكلمه في أى وقت أحكي معاه شوية..وهى دي فايدة الحب من طرف واحد..
-بتغريني إني أقنعك تحبيني و بعدين أقولك أنا مبحبكيش ..
-مش هتلحق تعمل كده أصلاً..
سكت ..خمس دقايق كاملين من غير أى كلمة..
-إحنا خلاص هنمشي؟
-الساعة لسه مجتش 11..
-ممكن ننزل بدري شوية عايزة اتمشى على البحر قبل ما نرجع مباشرة..عشان تفضل ريحته فيا فترة اطول..

كان البحر هادي تماماً بعد مطر إمبارح..والرمل المعجون بماية البحر و المطر كان أنعم بكتير من أى وقت
شوية الصمت اللي من غير كلام بس صوت الموج و الهوا اللي بيعدي ..المرة دي كانوا ماشيين جنب بعض..بنفس الخطوة..ونفس الإمتزاج..ونفس طبطبة الموجة على مسامهم..
-السادس بقى كان قصة حب عنيفة..
-وطبعاً قصص الحب العنيفة لازم تفشل..
-تقريباً كده..إحنا أرتبطنا –فعلياً لمدة أسبوعين بالضبط..
-فعليا؟
-أيوه لأن في الحقيقة إحنا كنا إصحاب من قبل كده بكتير..من قبل ما أتخطب حتى..عايزة أقولك إني لما اتخطبت..ولما كنت بركب العربية مع المأسوف عليه خطيبي السابق..و الاقيه بيشغل مزيكا أنا مبقدرش أتنفس وهى شغاله..كنت تلقائيا بفتكر الشخص  ده اللي كنا بنسمع مع بعض فيروز من غير ولا كلمة..بفتكر لما كنا بنكمل كلام بعض..لما كنا بنقرا نفس الكتاب في نفس الوقت..
-كنتي بتفكري في واحد تاني وأنتي مخطوبة..خيانة يعني..عشان كده مستغربتيش فعل الخيانة..
-لأ مكانتش خيانة..كان ندم أني اتسرعت وأتخطبت لمجرد أني مقدرتش أصبر عليه لحد ما يقولي بحبك..
-طب ولما فسختي خطوبتك؟
-لما فسخت رجعت علاقتنا أقوى من أى وقت ليها..بنتكلم 20 ساعة في اليوم..بشوفه كتير جداً..
و لما في الأخر قالي بحبك..كنت هموت من الفرحة..
-طب ما ده جميل..
-لأ مش شرط على فكرة..بعدها بأسبوعين قررنا إحنا الأتنين إننا نرجع أصحاب تاني..
-ليه بقى؟
0علشان أهله مش هيوافقوا عليا..بدون أى أسباب كده..وأنا عشان كنت اجبن من إني أخسره كصديق..وافقت نرجع أصحاب من غير مناقشة..
-ومخسرتيهوش كصديق؟
-خسرته طبعاً..اتجوز بعدها بمباركة أهله على العروسة ..وقطع علاقته بكل الناس..
-أنتي أكيد بتهرجي..
-أهرج ليه..أنا فاكرة بعدها لما رجعنا أصحاب كنا بنتقابل و كان بيحكيلي عن تعبه في التدوير على شقة..و في البحث مع اهله عن عروسة مناسبة.....
مرة بعد ما لاحظ إني اتضايقت فعلاً..قام قاطع الوردة البلاستيك اللي في الفازة اللي محطوطة على الترابيزة في الكافيه وإداهالي..الوردة دي لسه معايا لحد دلوقت..
-غريبة مش انتي اللي كنتي بتقولي نبدل الذكريات الجميلة بحاضر أجمل؟
-لا دي مش ذكريات جميلة..أنا مخلياها عشان تفكرني بغبائي الشديد في اختياراتي الدايمة لأشخاص غير مناسبيين..شبه الورد البلاستيك بالضبط..
ضحكوا..كانت الشمس بدأت تشرق ..و صوت الموج بدأ يعلى اكتر..
-المفروض يعملوا مزيكا للبحر بس..تبقى صوت الموج و الهوا و الطيور..و يعملولها رقصة مخصوصة
-هما مين اللي يعملولها؟
-ابتسمت..يعني دلوقت بتقول هما مين؟
-لأ فعلاً ليه (هما)يعملولها لما إحنا ممكن نعملها حالاً دلوقت..
-حالاً دلوقت؟
-حالاً..دلوقت..
كان بيقولها وهو بياخد إيدها و يدورها حوالين نفسها..عشان يستقبلها بإيديه الأتنين.. أخدها في حضنه جداً و رقصوا على البحر بمزيكته بس..
-لو حد شافنا دلوقت هيقول مجانيين بيرقصوا من غير مزيكا..
-هو شرط المزيكا تبقى مسموعه؟مش ممكن تبقى مزيكا داخلية..إحنا بس اللي سمعينها..وعايزيين نرقص عليها؟
-زمان كانوا بيشغلوا مزيكا على البلاجات و الشباب بيرقصوا باللبس الرسمي..
-ولسه لحد دلوقت بس بلبس رسمي مختلف..
-الأحسن أننا لوحدنا في الرقصة دي..
-أصلاً محدش كان هيعرف يرقُصها معانا..ممكن بعد كده يتعلموها و يرقصوها ..بس إحنا اللي مش هنبقى معاهم..
-هنبقى فين؟
-مش عارف ..بس الأكيد أننا مش هنبقى مبسوطين زى دلوقت..