الجمعة، 2 ديسمبر 2011

مشهد


على المرآة كتبت بقلم الكحل اسم صديق لك..أذكر الموقف.. كنت على الهاتف و قلت ذكريني بأن أحادث فلان غداً..كتبت الاسم على المرآة وأنا أكمل كلامي ونسيت أن أمسحه..
تعرف تلك الكتابات على المرآة.. نتعامل معها و كأنها غير موجودة..تصبح وكأنها هنا منذ الخليقة.. شيء معتاد..يمر أصدقائي و أخواتي على المرآة فلا يسألني أحد من هذا؟ أو لمن هذا الاسم؟ ظل اسم صديقك الذي لا أعرف عنه شيء سوى بضع كلمات متناثرة منك موجود أمامي طوال الوقت..أصبح جزءاً من المكان..من الذاكرة..صاحب حضور وهمي غير مباشر لك..
..ابتسمت..
 أمسك بالمنديل و امسح الاسم من على المرآة..هل اختلف شيء؟ هل أختلف شيء الآن..
يختفي الاسم رويدا رويدا من أمامي..تخفت أنت شيئاً فشيء من داخلي..
فقط كما لو كان حدث بأكمله معك يختفي..يتهاوى ثم يذوب..ربما هى بداية النهاية حقاً..مجرد فعل بسيط لا يعني شيء ..ولكنني –أضمن لك-بعده لم أعد كما كنت من قبل..

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2011

النجوم لا تكتم الأخبار..

مرهقة..يفصلني الإرهاق عن باقي العالم فلا اسمع سوى صمت بدايات أفلام الرعب..صمت الطنين كما أحب أن اسميه..ترهقني التعاسة فأتوقف عن التظاهر بالتأقلم معها..أهمس من بين أسناني اذهبي لا أحبك..فتضحك ساخرة..تلبسني من جديد فينكمش جسدي قليلاً و تتشقق شفتاى ..ألعقهما فينتقل التشقق إلى لساني.. حلقى.. رئتي.. قلبي.. انقسم نصفين ..أشعر بالدوار من جراء الانقسام.. اتخبط قليلاً..تقوم تسنيم بلزقي ببكرة اللاصق..تقول..تكررين حماقاتك بما يناسب سن الرابعة و العشرين..كما توقعت دائماً..أزمة الرابعة و العشرين..تتأكد من وضع أخر شريط و تضمني قليلاً إلى بعضي البعض تأكداً تقول حركي عيناكي إلى اليمين..إلى اليسار..هل تبصرين؟ أقول أبصر ...
أخاف أن أخبرها بأني أري على اليمين غمامتين و على الشمال نذيري..أسير نحو الغمامتين لأختفي..
***
تشدني إيمان من يدي و تقول لا تأكلين؟ تملأ لي شنطة يدي بالحلوى و ساندوتشات السجق الذي أحبه..اوزع الحلوى على النجوم من ورائها و أقول أكلتها..لا تصدقني..
تقول انسي..أنتي الآن أفضل..أهز رأسي موافقة..تشير لي النجمات..اترك خط حلوى من ورائي كدليل اثبات على حضوري هنا يوماً وشريط اللاصق ينفرط..أعيد تثبيته بيدي دون اهتمام و اتبع النجمات جرياً..
***
تقول نجلاء..حرارة النجمات تؤثر على متانة اللاصق..أشعر بالإحراج من استمرار اللاصق في التفكك... تحمر أذني كالعادة فأعيد لصقه بيدِ ترتعش..
تقول..لماذا تحبين النجوم؟ لا نفع منها..أقول ليس الأمر بيدي أحب ضوءها الخافت المنير وأسمع لها صوتاً لا يسمعه أحد سواى..تهز رأسها متعجبه..وتقول ربما..لا أعرف ما يدور بالسماء..اقول لا أحد يعرف...يجب علي الذهاب لمكان أخر بعيد..
***
تقودني فاطمة في طرقات بلدها الأخضر..تقول اتوحشتك برشا لماذا تذهبين..تعيد هى لصق الشريط و تعدل من وضعه حول رقبتي تقول:لتستطيعي رفع عينيكي إلى السماء كما تحبين..
أقول لم تعد تبهرني السماء ولا النجوم..أريد التمعن في الأرض..في الغوص داخلها.
تتحللين..تقول فاطمة..
أرد أو تلدني الأرض من جديد..
***
أصمت..ينفك اللاصق فلا اتفتت..تسقيني الأرض من ماءها فأكبر..ترتفع رأسي إلى السماء من جديد..أهمس..الآن بإمكاني الرحيل..
**
النجمات تزداد واحدة..تلمع..تخفت..تتضاءل..تكبر..تبتعد..يرتعش نورها..ثم يضوي من جديد..

أعرف..يضوي من جديد..



الاثنين، 31 أكتوبر 2011

عن أزمة حنيّة مفاجئة..


أعرفها جيدا.. تأتيني قبل الفجر تماماً.. فأغمض عيناي مستنجدة..تأتي دائماً في ساعة الذئب..يقولون أن الجسم يكون في أوهن حالاته و يصبح أكثر عرضه للإصابة بنوبة قلبية أو عشقيه أيهما اصدق..
يؤلمني قلبي فأضع يداي الاثنتان عليه ليخفت الألم ..تصعد روحي إلى حلقي فاشرب كوباً من الماء بعد أن اقرأ عليه اسمك..أعود إلى السرير محاولة النوم فتأتيني في الحلم ..أقول..أذهب أريد أن أتنفس..فتتحول إلى نفسي القادم..اشهقك..,تأبى الزفير..
لا أحب الكتابة الرومانسية..أهرب منها فأفكر فيك باعتبارك جنيا أو مخلوقا فضائيا يستحوذ على روحي  ًصدقت نبوءتي إذاً في كوني أول من ستقابل فضائيا..ربما الخيال العلمي أفضل من الرومانسية في مثل هذه الحالات..
القي السلام كل صباح على كوكب الأرض ليعرف أني مجرد ضيفة عليه..سأرحل يوما معك إلى كوكبك البعيد..فيضج الكوكب بالضحك.أسبه و أعود للرومانسية البغيضة مرة أخرى..
تقول..أنا حزين..
ارسم على وجهي بألوان البلياتشو و انفث فقاقيع الصابون في المكان فتبتسم..ابتعد..تحزن من جديد..تقول لا تستطيعين إخراجي من حزني..
امسح الألوان من على وجهي و أدق وشم الغجريات..أمسك بورقه و أقصها"عروسة" اثقبها بدبوس مرددة" من عين فلان..ومن عين فلان..ومن عين فلانة عشر مرات..تضحك
احرقها أمامك و أقول..:أهو شفت وش فلان..مش قلتلك محسود..أضع يدي على جبينك و أقول بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك..
تمسك برأسي و تقبلها..فأمسك بكف يدك لأقرأه..أقول أرى زحام زحام كبير وأنت في المنتصف..
تكمل إذا أنا مفقودٌ مفقودٌ مفقود..
اجلس بجوارك..لا تنظر إلى..يعجبني الزمان هكذا..ليت هنا زر" بوز" ليبقى الوضع على ما هو عليه..لا أريد شيء سوى أن تكون بجواري يفصلني عنك 25 سم.. انظر إليك..أشم رائحتك..ربما تتوقف تلك الأزمات عن المجيء..تقول 30 سم..انظر إليك ولا أرد..
فقاقيع الصابون لا تزال تحلق في المكان ...تنعكس عليها آلاف الوجوه..أفجرهم واحدة واحدة..أقول في ناس كتير لكن بيصير ما في غيرك..تقول.. أنا وحدي إذاً..تذهلني قدرتك على تطويع الكلام لصالحك فيؤلمني قلبي من جديد
تصحبني إلى المنزل..أقول أراك العام القادم  ..
تقول ربما بعد نصف عام..
-سأختار أنا المكان
-ليكن
تبتعد..
........

تقول.. لا تستطيعين إخراجي من حزني
أقول..وليكن ..أنت تستطيع إدخالي إليه


العنوان من قصيدة 3و لعمر طاهر

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011

2-عن الألم و الصمت و الدعاء

-الألم..
أقف أمام المرآة..أضع الإيشارب حول رأسي ثم أنزعه..صوت سعاد ماسي يبلبل أفكاري بعض الشيء فأشعر بالدوار..أسدل شعري حول وجهي دون أن أرمش..أضع القليل من البودرة على السواد المتراكم تحت عيناى ثم أتوقف..لن يلتفت أحد لذلك تماماً..أقرر اليوم النزول بدون الحجاب عقاباً لله على ألمي..ثم أفكر..ان الله لم يُنكر أبداً خَلقِه للألم..وكل خَلقِهِ مِنهُ..يشعرنا الله بالآلام لنتذكر أنه يتألم أيضاً من أجلنا..ثم يطيبنا لنعرف أنه وحده القادر على ذلك..يخلق الله الشيء و نقيضه لنعرفُه..ويظهر هو لنا في النقيضين..واحد..
أعيد إحكام الإيشارب حول رأسي..أجلس وحدي في مقهى متسع جداً..أحدث الفراغ بجواري كعادتي..ينظر لي الجميع بدهشة..يعرفني النادل فيحضر لي قهوتي دون سؤال ويذهب..وحدي أنا أراك كائناً بجواري تدخن كالعادة..تختار شيكولاتة ساخنة من القائمة فتظهر للتو أمامك..أخبرك أن الله يعتبرك نبي من أنبيائه..تقول أنا نبي سري لا يراني سواك..أقول من يتبعك يراك ولا يتبعك سواي..
لما تؤمنين بي؟..تسأل..
أقول أتيتني في الحلم قبل أن أعرفك..لتلقي عليّ سلاماً و تمضي..كنت كنبوءة محمد عند العرب..ولكني استفدت من خطأهم في عدم تصديقها..أصدقك و أتبعك و أنت نبوءتي و حقيقتي..
تبتسم..لا نتحدث..لا أصدق في الحديث..وحدها الأفكار تكفي لاستيعابك..في خيالي الكثير من الكلام بيننا..الكلام الذي سيقال عندما نتوحد معاً..أنت لا تزال نبي الله الهائم..لم تجد نبوتك معجزتها بعد..تسير وحدك في صحراءه لتبحث عنها وأنا لا أستطيع أن أمنعك..عندما تجدها ستعود لي قائلاً دثريني..سأدثرك بي لتسمع كل الكلام الذي لم يقال...
_____
-الصمت
يسألني الجميع أين ذهبت وأنت جواري لا يرونك..أقول من؟ يقولون ..هو..أين ذهب؟ لماذا افترقتما؟ أقول لا أعرفه..لماذا نفترق ونحن لم نلتقي بعد؟ أنظر لك بطرف عيني وأنت تجلس صامتاً..أُخفي سرك حتى لا يؤذونك..يحب الناس قتل الأنبياء في المهد دائماً..ينظر لي الجميع بدهشة ثم إشفاق..أتودين عدم الحديث في الأمر. أهز رأسي نافية..أنا لا أعرف عم تتحدثون؟..أغادر المكان وأذهب...
اتجه لمحطة القطار حيث أستريح..أركب القطار إلى الإسكندرية دون حجز..أجلس في البوفيه و أدخن..لا أراك حولي أقول ربما سبقتني إلى هُناك..يجلس بجواري شخص ما..لا أنظر إليه..يطلب مني سيجارة فأعطيه..يقول لم أر فتاة تدخن في القطار من قبل..لا أرد..يقول أهنئك على شجاعتك..أقول..أى شجاعة في الاحتراق.ألقي بالسيجارة و أغادر البوفيه..أقف بين العربات صامتة..أفتقدك..لماذا لم تأت معي؟ لم نركب سوياً قطاراً من قبل رغم المسافة الدائمة بين عالمينا..أكره القطار الذي أركبه وحدي دائماً..لماذا يفكر الجميع في إلقاء أنفسهم أمام القطار للإنتحار؟ رغم وجود الكثير من الطرق الأقل إيلاماً.. إلا أنهم يفعلون ذلك باتجاه فطري للتطهير بالآلام..يثيرون شفقة الله عله يرحمهم..لا أعرف..ربما لو كنت معي الآن كنت تخبرني..
_______
*خاطر:
أذكر حديثنا سوياً فيما مضى قبل أن تتحول لهذا النبي التائه...تسمعني أغنية even the night فأبتسم..أقول أحبك..فتبتسم..
_______
-الدعاء
يقولون أن الدعاء أمام البحر مستجاب..أقف أمامه وأفكر بما سأدعو..لا أعرف..لا يمكنني أن أطلب من الله تغيير مسار شخص أخر غيري..أقول أجعله يعود تائباً إليّ؟ كيف أدعو بأن يعود و هو ماضٍ في طريق أخر لا رجعة فيه؟ أقول..أنر له طريقه و ساعده في العثور على معجزته حتى يعود..أرتاح لهذه الصيغة أكثر..أخاطب الله باسمه السري الذي علمته لي ولا يعرفه أحدٌ سوانا عله يستجيب..أفكر..يبعث الله لك ببعضاً من قبسه فهو يحبك وأنتَ نبيه التائه..ربما لا يحبني الله..لن أعرف حتى أراك..أنت وحدك من سيخبرني...
أنتهي من الدعاء فأعود إلى مدينتي مرة أخرى..أصل إلى المنزل لأراك تنتظرني في الظلام كعادتك..أسألك: هل يحبني الله؟
تنظر لي ولا ترد..أجلس جوارك صامتة..وأنام..

الأحد، 11 سبتمبر 2011

1-عن الليل و الظلام و التفاصيل..

-الظلام..


الثانية و النصف صباحاً..أطفأ أنوار المنزل كلها و أجلس في الظلام..هناك دائماً خيط دخان يصاحبني..من فنجان قهوة أو قدح شاي..ربما سيجارة..دخان ما في الظلام يجعلني أشكك في ما يحدث حولي فعلاً..ربما أحلم..ربما هى هلوسة طويلة نوعاً..
قلت لك ذات يوم ليتني ما قابلتك..ربما من الأفضل أن يتم التعامل بيني و بين نفسي من الآن على أن ما حدث كان في عقلي فقط..محو ما بيننا لن يكون بهذه الصعوبة فلا أحد يعرف عنا أى شيء..لا يوجد منك عندي سوى تذكرة سفر تؤكد قدومك ذات يوم..و غلاف شيكولاتة..أحمد الله أن أغلفة الشيكولاتة لا يمكن الكتابة عليها عكس تذاكرالسفر و إن كان من الصعب تمزيقها مثلها..ثم أتذكر أن أغلفة الشيكولاتة جميعها تتشابه..أغلفة الشيكولاتة لا يسجل فوقها تاريخ تناولها..
ربما أتظاهر بأنها ليست لك ..أو أنك لم تلمسها يوماً و أنت تبتاعها لي..صورتك في الحافظة و على الهاتف يسهل محوهم..لا شيء أسهل من المحو إن استطعت إليه سبيلاً..في كل مرة أتوقف طويلاً أمام زرار الديليت ولا أستطيع..تطاردني نظرة عينيك مذكرة بأنك كنت..لتظل..فألقي بالهاتف بعيداً..وأصمت..
-أحب الكتابة في الظلام حتى لا أرى ما أكتبه..تقول و كيف ترين السطور إذن؟ أرد بأنني لا أحتاج لسطور على كل الأحوال..خطي مائل مثل حظ صاحبته..تضحك..
أتذكر ضحكتك و عينيك الضيقتين اللتين لا تنظران لي أبداً..فأمسك الهاتف لأحادثك..أصعب مافي محادثتك صوت الجرس في البداية..صوت الجرس البارد المستمر..أتجمد حتى ينقطع مع كلمة لا يوجد رد..أنتظر قليلاً معجزة ظهور اسمك على الهاتف فلا تحدث..
***
-الليل..


الليل طويل..أضغط على زرار إعادة البلاي ليست الدائمة للبداية..تقول أنغام و أنا لوحدي بفكر فيك..أفكر فيك طوال الوقت..أكلم الجميع و أضحك و أبدو على ما يرام..وصورتك تغطي كل تفاصيل محدثي..أخطأ في الاسم دائماً لأقول اسمك فيتظاهر الجميع بعدم الملاحظة..اسمك..اكتبه كثيراًً جداً على الصفحات الفارغة عل اسمك يُحضرك..فلا تحضر..
كنت أتمنى أن تكون هذه قصة حب تقليدية..ربما حينها كنت سأتحدث عن حرقة فراقك..لا أستطيع ..أصب القهوة دون أن أرى جيداً في الظلام وأعود مترنحة إلى مقعدي..أتظاهر بأنك جواري في الظلام و أتحدث..في الظلام كل شيء يمكن حدوثه..ربما تكون أنت هنا بالفعل إلى جواري دون أن أراك..
أحكي لك عن هذا الصباح..العيد مرة أخرى وأنا أكره الأعياد..الشوارع الممتلئة بناس لا أدري من أين آتوا و كأنهم خلقوا للتو بالملابس الجديدة و الابتسامة الدائمة على وجوههم..أيخدعنا الله و يرسل إلينا أشخاص مبتسمين صبيحة الأعياد لإجبارنا على السعادة هذا اليوم؟لماذا يصر الناس على الاحتفال بأى شكل؟ لماذا لا يوجد عيد للحزن..يصمت فيه الجميع؟ يبكي فيه الجميع في الشوارع دون حرج..عيد أستطيع فيه احتضان جارتي في الأتوبيس مواسية دون معرفة اسمها أو قصتها؟
اصعد إلى السوبر ماركت وحدي..أقف أمام واجهات العصير مخمنة ماذا كنت ستفضل..اختار علبتي عصير تفاح أخضر و علبتي لبن..اشتري لك قطعة شيكولاتة..أضع لنفسي خط أمل ربما تأتي يوماً ما فأريك كل قطع الشيكولاتة التي ابتعتها لك.. لتعرف أنني لم أتوقف عن التفكير فيك..
*****
-التفاصيل..


أمشي حاملة أكياس البقالة في الشارع..تقتلني التفاصيل..التفاصيل الصغيرة التي لا أتوقف عن ملاحظتها..لا أستطيع التوقف عن قراءة كل اللافتات على جانبي الطريق..الأوراق المتناثرة هنا و هناك..أسماء المحلات..عناوين الجرائد..أرقام العربات المارة..فتارين المحلات..أوراق الشجر المتساقطة..ظللت خمس سنوات طيلة دراستي في القاهرة أسافر في القطار لا أفعل شيئا طوال الطريق سوى النظر من الشباك للحصى بين القضبان..أرى اغلفة الشيبسي و العلب الفارغة الملقاة..حذاء طفل أنسج حوله مئات السيناريوهات حسب حالتي المزاجية....مفاتيح قديمة..أغطية أقلام..أكواب بلاستيكية وبقايا طعام..أعد الأشجار على جانب الطريق حتى أصل..بين القاهرة و طنطا هناك 2645 شجرة على جانب واحد..مندهش؟ أنا كاذبة ..من ضمنهم أشباح أشجار..الأشجار التي يقطع من قشرتها جزء لعمل راكية الشاي مساءاً تكون ميتة القلب..لا تعرف هذه المعلومة؟ الأشجار مثلنا تماماً..يكفيها خدش في القلب لتموت...لكنني لا أستطيع تمييز الميت من الحي طالما ظل واقفاً..
لماذا لم أراك في القطار..ربما كنت ستعد معي الأشجار و تصحح  عددها لي..ربما استطعت أنت تمييز الحي منها من الميت...ربما شاركتني فكرة مجنونة في النزول في محطة ليست محطتي..في التوهان قليلاً في بلاد لا أعرفها..متأخرة..أنا متأخرة دوماً عن الأمور الهامة في حياتي..لأندم على تفاصيل صغيرة حدثت ربما لو لم تحدث لكنت الآن معي في النور و ليس الظلام..


الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

البنت التانية:كرمة


تقول زينب و هي تلقي بباليته الألوان في الحوض..أو مونديو*..
تنظر لي و تضع يديها في وسطها و تقول..الأتيليه حر جداً مش ملاحظة..
لم تكن زينب صديقتي..أعرفها شكلاً و اسماً فقط..زينب تنتمي للطبقة الراقية في المجتمع..كلاس كما يقولون..لا أعرف لماذا يقال كلاس فقط بدون صفة قبلها..وهل هذا يعني إننا لا ننتمي لكلاس معين..ربما أكتفي بكلمة ميديم أو إن بيتوين أعجبتني الكلمة فابتسمت تقول معتقدة أنني ابتسم على أسلوبها المسرحي للحر..لأ فعلاً حر جداً مسمعوش عن اختراع اسمه تكييف..إحنا هيومان بين فور جود سيك**.... لا أعرف ماذا أقول فأرد بهمهمة قد تعني أنني أتفق معها..اود أن أقول ولكن التكييف يتعبني..ولكني أصمت حتى لا تظن زينب أنني لست هيومان بين..
أمسكت بأكبر فرشاة جواش لتغسل بها الباليته كما أفعل على الحوض المجاور..
-عارفة إيه أكتر حاجة محرراني؟ الخاتم ده..
كانت تشير لخاتم خطبتها الماسي..ثم خلعته بكل بساطة ملقية به على حافة الحوض..ظللت محدقة به ثانيتين وقلت لها:خدي بالك أحسن يقع..
هزت كتفها وقالت أى هوب سو..ثم أطلقت تنهيدة درامية وقالت..مش عايزة أتجوز..عايزة أكمل دراستي بره الأول.. آى هاد آ دريم ..يو نو***..ثم لملمت الفرش و الباليته و قالت سي يو..
ظللت واقفة أمام الحوض لفترة..أفكر..زينب طيبة فعلاً..وجميلة..هى الأولى على الدفعة..ظلت صور خطبتها على شاب يشبه نجوم السينما في المجلات شهراً..تريد السفر لإيطاليا لاستكمال دراستها..و يسمح لها الأمن بركن عربتها داخل الكلية مثل العميد..وتقول لي سي يو دائماً عندما تراني..
كان  خاتم خطبتها الماسي ملقى الآن أمامي على الحوض بعد أن نسيته هناك..
أمسكت الخاتم دقيقة..  أفكر ربما يسكنه جني ما يحقق لزينب ما تريد..أفكر إذا ما ظهر لي ماذا أطلب؟ أن أصير مثل زينب؟..ولكني لا أملك عربة ليسمح لي الامن بركنها داخل الكلية..فكرت في مدى سذاجتي.. عندما أصبح مثل زينب سيكون لي عربة بالتأكيد..أفرك الخاتم..لا شيء..
في حديقة الكلية تقف زينب دائماً وسط أصدقائها الذين لا أعرفهم....تشير زينب بيدها و تقول ماى جاد إتس هيلريوس"   فيقهقه الجميع..انظر إليهم من بعيد و ابتسم ببلاهة..فلابد أن ما تقوله مضحك حقاً..
اقترب منهم على استحياء..أقول زينب إنتي نسيتي ده فوق..
تنظر لي محاولة تذكري ثم تقول آه ثانك يو سو ماتش..ثم تقول مصححة زينة..اسمي زينة..
أهز رأسي و أستدير و أنا أفكر لماذا لا تغيره في كشف أسماء الدفعة إذاً لا أظن أن أحداً سيعترض لزينب..أقصد زينة..
أسمعها تقول..بور جيرل"" أكيد فكراه إكسسوار..يقهقه الجميع ..أتظاهر بأني لم أسمع..وأكمل طريقي للأتيليه..
أمام لوحتي اخيراً المكان الذي لا أشعر فيه بالتوتر أو الخجل.. أضع السماعات في أذني لأسمع درويش يقول سأصير يوماً كرمةً.. أفكر في أنه يوجد شخص على الأقل يعتقد أن كرمة أفضل من زينب...أبتسم من جديد و أنسى كل شيء عن زينب لأعود أنا بطلة حياتي..كرمة السيد عبد الفتاح..ولا أحد أخر..

_____________

 oh mon dieu*

human being for god`s sake**
i had a dream you know..***
it`s hilarious"

 poor girl""

الجمعة، 26 أغسطس 2011

البنت الأولى:روشين


تنظر لي روشين و تبتسم..أدير وجهي إلى الناحية الأخرى..أنا أمقت الغرباء الودودين و خاصة في وسائل المواصلات..وروشين تبدو من هذا الطراز..تشير لي روشين بأن المكان فارغ بجوارها فأشكرها بهزة رأس..
أتظاهر بالانشغال في القراءة و أجلس على الأرض أمام باب المترو..أشعر بشخص يجلس بجواري فلا أستطيع إلا أن أخمن أنه روشين..
تقول روشين أنها قرأت كل روايات ماركيز في الجامعة..أرد بكلمات من نوعية كم هذا رائع..تشير إلى الحلق في أنفها و تقول حصلت على هذا بالأمس..أخبرها كم هذا عظيم..تريني وشمها الجديد على مشط قدمها بعد أن تخلع الحذاء أخبرها أن وشم كلمة حرة على مشط قدمها لا يكفي لتصبح حرة فعلاً و أعود لقراءة الكتاب..
تقول روشين أنها خريجة فنون جميلة ..أتظاهر إني لم أسمع..تقول إنها تعشق السماء في الصباح  تظل محملقة فيها  حتى تتكون تلك الشموس الصغيرة أمام كل الموجودات..اخبرها أن هذا أقصر طريق للعمى..تقول أشرب القهوة زيادة فقط أخبرها أن القهوة مضرة بالصحة و غالباً هي سبب تلك الهالات السوداء تحت عينيها..
تقول روشين أنها لم تذهب أبداً إلى حفل لأم كلثوم..انظر إليها بدهشة ولا أرد..تقول لم يهدني أحد بالونة من قبل..اخبرها أن في المترو يوجد من يبيع كيس البالون بجنية واحد..تقول أنها تحب الكتابة في الظلام و الرسم في الظلام لأنها ترى في الظلام أفضل..أخبرها ربما تملك عينيها خاصية الأشعة فوق الحمراء فلا تحتاج للضوء..
تقول روشين إنها لا تعرف بالتحديد إلى أين تتجه..اخبرها أن لا أحد يعلم ذلك على وجه التحديد..تقول ممنوعة من كل شيء..محرومة من كل شيء..أخبرها ربما يكون هذا أفضل للصحة..تخبرني إنها تحب أن تعود للعالم مرة أخرى كجنية شريرة لتنتقم من كل من أذوها..أخبرها أن لا أحد يريد العودة حتى ولو أصبح جني شرير..
تقول روشين..أنا اسمي روشين و هذه محطتي..
أقول أنا لا أصادق الغرباء الودودين في المواصلات...
ينغلق الباب وراء روشين وهى تلوح لي..انظر للفتاة الواقفة أمامي و ابتسم..تدير وجها إلى الناحية الأخرى..أشير لها بأن المكان فارغ بجواري ..تذهب للجلوس بعيداً بجوار الباب و تنشغل بالقراءة..أذهب للجلوس بجوارها و أقول..قرأت كل قصص يوسف إدريس في الجامعة..........