الخميس، 14 يوليو 2011

الأغنية التالتة: زي الرصيف اللي في السيدة

 الوطن مهما عمل فينا بنفضل نعشقه بدون أى مبرر..و أنت عشقك م الوطن..مش غريب إن أول معرفتنا في قلب الوطن..و كل الأحداث بيننا موازية للأحداث في مصر ..بنزعل في نفس وقت حزنها..و بنفرح في وقت فرحها بقرار أو بحماسة انتصار..أو بصورة لحد من الفيران اللي نخروا في البلد وهو بالبدلة الزرقا في طرة..
شايل هم البلد على كتفك و شلته معاك ..و مصر اللي شايله همنا بقالها مليون سنة..مصر الحزينة العجوزة الشابة السعيدة الساخرة اللي كل يوم بحال.. مدياك كل طبعها..مزاجك بيتغير معاها..بتحزن فتحزن الشوارع..و بتضحك فبيضحك الشجر.بتكتئب..فتكش  الأرصفة و تبعد في أقصى جوانب الطريق..و بتروق فبيبقى الهوا بريحة شاى العصر في البلكونة و الندى على طرف القلل الفخار  في عز الصيف..و بتغني فبيغني كل المغنيين على الفيشاوي في رمضان..وبتقيد كل الفوانيس المتعلقة في البلكونات..و بيرقص المسحراتي في الشوارع ويرقص حواليه العيال.. و بتبعد..فبيتطفي النور في العمدان و بيختفي كل الناس في البيوت ..و بتضلم الشوارع  كأنها بلد مهجورة. بقد ما بتكون حاسس بإنك مهجور من جواك.. أنت الابن الشرعي لـ مصر..و أنت اللي ساكن في قلب الوطن..
مبقاش غريب تبقى مرتبط بكل حاجة فيها من ريحة مصر حتى العلم..ريحة الميدان المغرب و صوت المتظاهرين و عربيات الشاى و الخيم..الحظاظات و كلمة كن مع الثورة و اليفط المتعلقة على جوانب الميدان ..
أول أغنية بيننا كانت للبلد..و بقى اسمك الحركي لفترة طويلة  هو اسم مصر عشان لما أقول بحبك يا مصر متكسفش منك ولا من نفسي..
التواريخ المتسجلة بيننا كلها تواريخ مهمة في تاريخ مصر..و في المستقبل لما تحكي لولادك عن ثورة مصر هحكيلهم أنا عن كل الأحداث الموازية اللي حصلت بيننا على هامش ثورة...
أنا عمري ما أقدر أعيش بره البلد دي..لو طلعت منها أموت..زي ما مقدرش أعيش براك.. لو طلعت "منك" أموت..
بحبك..زيّ كل حرف من اسم مصر..و كل ذرة تراب في شوارعها..و زيّ هواها الفجروزيّ ريحة النيل..وزيّ صوت البياعين في العتبة..و زيّ ريحة محلات الورد في الزمالك..وزيّ زحمة كورنيش اسكندرية في عز الصيف..و زيّ صدى المعابد في الأقصر..و زيّ تواشيح الموشحين في الموالد..وزيّ تشجيع الجماهير في الاستاد..و زيّ  خبط الدومينو على القهاوي..وزيّ دخان الشيشة في الحسين..و زيّ الدعا عند المقام ..و تكبيرة العيد..وزيّ كراريس التلاميذ اللي لسه متجلدة جديد..و زيّ كلمات الأغاني المكتوبة في جواب لبنت الجيران..وزيّ رقع الأولة المرسومة بالطباشير في الشوارع..وزيّ العجوز اللي دق البيبان..وزيّ الكتاب اللي كان يا ما كان..
وزيّ الرصيف اللي ف السيدة.. 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق