الأحد، 5 سبتمبر 2010

ع الهامش

كنت واقفة قدام المكتبة الصغيرة اللي حاطط فيها شوية كتب و جهاز تليفزيون عتيق و كاسيت أعتق منه ..من اللي لونه أحمر ده ,وشوية شرايط..وقف جنبي و إداني ديوان درويش..كزهر اللوز و قالي إقري الإهداء اللي عليه جايلي في عيد ميلادي..مش عارفة ليه افتكرت موقف مشابه في رواية مشابهة لقصتنا..ممكن ما اكونش كنت وقتها قريت الرواية دي..غالبا مكنتش لسه قريتها..و غالبا ده السبب اللي خلاني لما قريتها بعد كده يحصلي ذهول..في الرواية الموقف خلص بقبلة بين البطلين قدام المكتبة و قدام ديوان شعر لشاعر فلسطيني..بس في قصتي أنا محصلش..
كنت لسه صغيرة أوي ...حتة عيلة طالعة من اولى جامعة في اخر يوم امتحانات ليها في السنة..عندها برد و زكام مش مخليها حتى تعرف تتكلم..و رابطة سكارف على زورها من كتر المرض..هو قالي ليه رابطة سكارف ..قلتله عشان رقبتي طويله..مد ايده كأنه هيخلعه و قالي متعرفيش إن الرقبة الطويلة من معالم الأنوثة..
راح المطبخ اللي لازق في الأوضة..بينهم  طرقة صغيرة جنبهم حمام وهو ده كل البيت..الأوضة اللي هى آنتريه و نوم و مكتب وكل حاجة..كانت منوره أوي..ممكن عشان أسلوبه في توزيع الإضاءة..ممكن من رصِّة الكتب و وضع المروحة و الرسومات اللي راسمها على الحيطان.. وصوت سيد مكاوي اللي طالع من الكاسيت الأحمر و هو بيغني رباعيات جاهين..مش عارفة..
قالي تشربي قهوة وهو في المطبخ قلتله لأ..قالي خايفه احطلك مخدر و  اغتصبك  بقى و اطلع و كأني وَحْش اخبط على صدري في البلكونة؟ ضحكت.. قلتله لا انا مش خايفة منك..بس زوري خلاص بينهار..
سكتنا لحد ما رجع الأوضة قعد على طرف السرير يكتب..قالي ما تيجي تقعدي قدامي عشان الوَحيّ..
رحت قعدت قدامه..بصلي قوي ..قالي تعرفي ان البوسة مني تخليكي عايشة عمرك كله مكتفية بوس..ابتسمت..دقيقتين وكنت ماشية..
معرفش ايه اللي منعني أبوسُه؟ كنت صغيرة أوي.؟ ولا عشان البرد؟ ولا عشان مكنتش عايزة اعيش عمري كله مكتفيه بوس؟ دلوقت لما بفكر لو كنا بوسنا بعض فعلاً البوسة التاريخية..كان ايه ممكن يحصل؟ 
في الغالب النهايات المفتوحة لقصة زى قصتنا دي أحلى..خليها كده حلم جميل..ممزوج بريحة القهوة وصوت سيد مكاوي و صورة درويش على الديوان..خليها كده.. ساعة نور..

هناك تعليقان (2):