الخميس، 28 أكتوبر 2010

الحكاية التانية:نسكافيه بلاك

هو يوم الخميس دايماً بيبقى كده..كان يومها بدأ بسرقة فلوسها كلها اللي كانت في شنطتها بمجرد ما سابتها على مكتبها دقيقة في الشغل..اتخانقت مع المدير بتاعها خناقة محترمة..و لما نزلت وهى  بتدور على أى فكة متبقية لتاكسي تروح بيه..جاتلها مسج على موبايلها بإن اللي بينا خلاص انتهى..إنتي تستحقي واحد أحسن مني..الجملة المعتادة الحقيرة..أستحق واحد أحسن منك؟ماهو لو كان موجود مكنتش ارتبطت بيك أساساً..
المرارة اللي في زورها من أسلوبه في إنهاء علاقة كانت فاكرة إنها حميمية..عن طريق مسج موبايل من غير حتى ما يكلف خاطره بإتصال..خلتها مبتفكرش في حاجة غير اإنها تاكل تشيز كيك مع مج نسكافيه بلاك في بلكونة شقتها حالاً دلوقت..
عدت الفلوس اللي كانت فاضلة في جيب الشنطة الداخلي..كانوا تسعة جنية ونص..قررت تروح تجيب تشيز كيك من مؤمن ب تمانية ونص و كيسين نسكافيه كلاسيك بجنية و بالنسبة للمرواح هتروح مشي..
في مؤمن فضلت قاعدة بعد ما طلبت الأوردر شوية..المذكور كان بيكره مؤمن مش بيحب يجيبها و يجوا هنا..فكرت عن أسباب و اكتشفت إنه غالباً عشان غالي..
سمعت رقم الأوردر بتاعها فقامت و خدت الكيس الورق اللي عليه شعار مؤمن الجديد..
البيت مش بعيد أوي عامةً البلد اللي بتشتغل فيها و مقيمة فيها لوحدها صغيرة ومش شىء عجيب اإنها تروح مشي..بس مشكلة المشى إنه بيخليها تفكر في الأحداث اللي حصلتلها النهاردة..مش ممكن يكون في حد بالحظ السىء ده على وجه الأرض..ده ولا عقاب الكفرة..
كانت بتفكر تكلم أهلها تطلب منهم فلوس لأخر الشهر..بس فكرت أن أول كلام لأبوها هيبقى سيبي الشغل و ارجعي..أنا مش شايف اى فايدة حصلتلك منه..
هو عنده حق..بس الهروب من زحمة العاصمة..و الناس الكتير..و العلاقات المعقدة لناس ميعرفوش مصطلحات زى مسامحة-تفاهم-إحترام خلتها تهرب لبلد ساحلي صغير..بعيد أوي..الهوا فيه لسه نقي..و السما زرقا..زرقا زىّ ما ربنا خلقها مش رمادي زى اللي في العاصمة..
وصلت شقتها الصغيرة ..شغلت فيروز فوراً..خدت دش..ولعت عود بخور..طلعت البلكونة اللي بتطل على البحر..جهزت الترابيزة الصغيرة و الكرسي الواحد..شغلت البويلر عشان النسكافيه..
مش عارفه ليه الناس بيشربوا نسكافيه باللبن؟النسكافيه البلاك بيتسرب لخلايا مخها فوراً وريحته اللي بتفضل مدة أطول في مناخيرها أحلى كتير من ريحة اللبن اللي بتفكرها بصباح الخير يا مصر..اشمعنى صباح الخير يا مصر؟مش عارفة..هى دي ريحة صباح الخير يا مصر في عقلها..
كانت المايه غليت..فضت الكيسين في المج الكبير..مبتحطش حتى سكر..ولا اى حاجة متخليهاش تدوق طعم النسكافيه بجد وهى بيتخلل كل خليه في جسمها..صبت المايه و ريحة النسكافيه زى ما تكون ضباب لونه نسكافيهي جميل ..عبى الشقه و شالها لحد البلكونة مع الكيس الورق اللي فيه التشيز كيك..نسيت كل اليوم السىء اللي عدى بيها..و قرت انها تستمتع بالجو..و البحر و النسكافيه و التشيز كيك..
لما فتحت الشنطة اكتشفت أن الويتر حطلها تشوكولت كيك بدل التشيز كيك..
فضلت ساكتة شوية..دقيقة..اتنين ..تلاتة..فكرت في مليون فكرة غبية من أول إنها تطوح العلبة من البلكونة لحد إنها تطوح نفسها هى شخصياً من البلكونة..
هبة هوا خلت ريحة النسكافيه بلاك تهب عليها تاني..بهدوء..قامت رمت التشوكلت كيك في الزبالة..رجعت..فردت رجلها على سور البلكونة و سمحت للهوا يلمس كل حتة في جسمها..ولعت سيجارة..و بالإيد التانية مسكت مج النسكافيه..
دلوقت مهما حصل فمش ممكن يحصل أسوأ من كده..
هى دلوقت في منطقة الأمان ..استمتعي..استمتعي بس..

هناك 5 تعليقات:

  1. عجبتني :)

    بس فكرة إننا دلوقتي في منطقة الآمان عشان مفيش أسوأ من كده ..دي أكذوبة

    مازالت الحياة قادرة على خلق المزيد من النكبااات

    :)

    ردحذف
  2. منطقة الأمان مؤقتاً
    فلازم نستمتع بيها..

    ردحذف
  3. momken awe kobait el nescaffe to2a3 3aleha hia sha5sian w hia so5na mwalla3a kda :)
    aw 7ad mn foo2 y7def maia 3aleha :))
    aw debana rezla teegy to2aflaha 3al mug :)))

    The worst is always coming :))

    ردحذف
  4. عجبتني جدا بصراحة , الواحد لازم يعمل زي بطلة القصة .. يستمتع بحياته مهما كانت .

    هو ايه نوع البخور لو مفيش مانع

    ردحذف
  5. يا بنتى انتى .. أنا بحبك

    ردحذف